«بوليتيكو»: تقليص الوظائف الحكومية بالولايات المتحدة يثير مخاوف أمنية

حذرت صحيفة بوليتيكو، نقلًا عن مصادر مطلعة، من أن التخفيضات الواسعة في أعداد الموظفين الحكوميين الأمريكيين قد تجعلهم أهدافًا محتملة للاستخبارات الأجنبية، ما يعرض بعض أكثر أسرار الدولة الأمريكية حساسية للخطر.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، الجمعة، استنادًا إلى تصريحات موظفين سابقين في الاستخبارات ومحامين متخصصين في الأمن القومي وخبراء في التهديدات الداخلية، إلى أن التخفيضات السريعة التي تنفذها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلق بيئة مثالية لتجنيد الموظفين غير الراضين من قبل جهات أجنبية معادية، ولا سيما أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات سرية.

ضعف إجراءات مكافحة التجسس

ورغم أن الموظفين المغادرين يتم تذكيرهم عادة بالتزاماتهم بعدم إفشاء المعلومات السرية، فإن الصحيفة لفتت إلى أن عملية مكافحة التجسس باتت أكثر تعقيدًا بسبب سرعة وتيرة عمليات التسريح. 

وأوضحت أن آلاف الموظفين المسرّحين باتوا يواجهون حالة من عدم الاستقرار الوظيفي، ما قد يدفع بعضهم إلى تسريب معلومات مقابل عروض مغرية من جهات أجنبية.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن كيفن كارول، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قوله: "المشكلة لا تكمن في تسريح الأشخاص بحد ذاته، بل في الأسلوب والطريقة التي يتم بها ذلك، ما يزيد من الأخطار في مجال مكافحة التجسس".

تسريح موظفي الاستخبارات يثير القلق

وفي مارس الماضي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن بدء إدارة ترامب، بالتعاون مع إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، بتنفيذ تخفيضات واسعة في عدد موظفي وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، مع تركيز خاص على الموظفين الذين تم تعيينهم خلال العامين الماضيين.

وبحسب التقرير، فإن هذه الخطوة أثارت الذعر بين الموظفين الشباب في الوكالة، ما أثر سلبيًا في الروح المعنوية وإنتاجية العمل.

يذكر أن قسم إدارة كفاءة الحكومة (DOGE) تم إنشاؤه بقرار من الرئيس دونالد ترامب، بهدف تقليل النفقات الحكومية وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية.

وفي هذا السياق، صرح رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، بأن هذا القسم كشف عن نفقات "صادمة" نفذتها الحكومة دون إذن من الكونغرس، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ تدابير لخفض التكاليف، من ذلك تسريح أعداد كبيرة من الموظفين الحكوميين.

تداعيات الخفض الوظيفي

بينما تواصل الإدارة الأمريكية تنفيذ هذه الإجراءات، تتزايد المخاوف من أن الطريقة التي يتم بها التسريح قد تؤدي إلى ثغرات أمنية كبيرة، ما قد يسمح للاستخبارات الأجنبية باستغلال الموظفين المفصولين لمصلحتها، وتهديد الأمن القومي الأمريكي.