تحذيرات أممية: قيود طالبان تهدد الملايين بالفقر والمجاعة

تحذيرات أممية: قيود طالبان تهدد الملايين بالفقر والمجاعة
روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان

حذرت روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، من أن الأولويات الدولية المتنافسة، والقيود المالية، وانشغال الحكومات بقضاياها الداخلية، تضع البلاد أمام خطر متزايد من الفقر والضعف والعزلة. 

جاء ذلك خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن، أمس الاثنين، حيث شددت على ضرورة تحرك جميع الأطراف، ولا سيما سلطات الأمر الواقع، لتجنب هذا المصير، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأكدت أوتونباييفا التي تترأس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، أن طالبان تتحمل مسؤولية تحديد موقفها من إعادة دمج البلاد في المجتمع الدولي، مشيرة إلى أنها تعاملت -حتى الآن- بانتقائية مع التزاماتها الدولية، متذرعة بحماية السيادة والتقاليد المحلية.

قيود على النساء والفتيات

أبرزت المسؤولة الأممية استمرار القيود الصارمة المفروضة على النساء والفتيات في أفغانستان، مشيرة إلى أن الذكرى السنوية لحظر تعليمهن تتزامن مع اليوم الدولي للمرأة، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها حقوق المرأة في ظل حكم حركة طالبان.

وانتقدت قرار سلطات الأمر الواقع إغلاق المعاهد الطبية أمام النساء، محذرة من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية، خاصة في ظل معدلات وفيات الأمهات والرضع المرتفعة بالفعل.

وأوضحت أوتونباييفا أن إغلاق أكثر من 200 منشأة صحية الشهر الماضي أثر في نحو 1.8 مليون شخص، فيما تقلصت برامج التغذية للأطفال بشكل خطِر، ما ينذر بعواقب إنسانية كارثية.

تحديات أمنية وتوترات إقليمية

على الصعيد الأمني، أكدت أوتونباييفا أن طالبان تواصل فرض سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، لكنها تواجه تحديات بسبب أنشطة الجماعات المسلحة، مثل حركة طالبان الباكستانية، ما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مدى قدرة الحركة على ضمان استقرار أفغانستان وعدم تحولها إلى تهديد إقليمي.

وأشارت إلى أن آليات التعامل مع القضايا العالقة بين أفغانستان والمجتمع الدولي قائمة، لكنها تتطلب تعاونًا أوسع من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الرئيسيين.

وفي ختام إحاطتها، شددت أوتونباييفا على ضرورة معالجة مخاوف وتطلعات الشعب الأفغاني لضمان تحقيق السلام والاستقرار الحقيقيين في البلاد، محذرة من أن استمرار العزلة سيؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والإنساني.

أزمة إنسانية متفاقمة

تشهد أفغانستان أزمة إنسانية حادة، إذ يحتاج أكثر من 23 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية خلال عام 2025، في وقت تتراجع فيه المساعدات الدولية بشكل متسارع.

ورغم جهود الأمم المتحدة لتعزيز التنسيق بين المساعدات الإنسانية والتنمية المستدامة، فإن نقص التمويل يهدد بتفاقم الأوضاع، خاصة مع تضاؤل فرص إعادة اندماج البلاد في النظام العالمي.

منذ استيلاء طالبان على الحكم في أغسطس 2021 بعد حرب استمرت 20 عامًا، دخلت البلاد في أزمة إنسانية خانقة، خاصة بعد تعليق المساعدات الدولية التي كانت تشكل 75% من ميزانية الحكومة. 

ويواجه أكثر من نصف السكان خطر المجاعة، فيما يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية