آلاف المتظاهرين يحتجون في فالنسيا ضد سوء إدارة كارثة الفيضانات
آلاف المتظاهرين يحتجون في فالنسيا ضد سوء إدارة كارثة الفيضانات
خرج نحو 25 ألف شخص إلى شوارع مدينة فالنسيا الإسبانية، أمس السبت، مجددين مطالبهم باستقالة رئيس المنطقة كارلوس مازون، بعد انتقادات حادة لطريقة تعامله مع الفيضانات المدمرة التي ضربت المنطقة في 29 أكتوبر الماضي.
هتافات غاضبة وصور للضحايا
جدد المتظاهرون في الذكرى الخامسة لكارثة الفيضانات التي خلفت 235 قتيلاً في جنوب شرق إسبانيا، بينهم 227 في منطقة فالنسيا وحدها، رفضهم لاستمرار مازون في منصبه، ومنذ الكارثة، ينظم السكان احتجاجات دورية في اليوم التاسع والعشرين من كل شهر للمطالبة بمحاسبة المسؤولين وفق فرانس برس.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بإدارة الأزمة، مرددين هتافات مثل "مازون إلى السجن" و"لا ننسى ولا نسامح"، في حين انتشرت صور الضحايا إلى جانب ملصقات تُظهر رئيس المنطقة ويداه تغطيهما الدماء.
اتهامات بالتقصير وتأخر الاستجابة
دعت إلى هذه التظاهرة أكثر من 200 جمعية ونقابة، ولا سيما من قطاع خدمات الطوارئ، مشيرة إلى تقصير الحكومة الإقليمية في تحذير السكان رغم الإنذار المبكر الصادر عن وكالة الأرصاد الجوية الوطنية، كما يواجه المسؤولون اتهامات بالتأخر في إيصال المساعدات للمناطق المنكوبة.
وأفاد القضاء الإسباني بأن معظم الضحايا لقوا مصرعهم غرقًا داخل منازلهم أو بعد أن جرفتهم المياه، قبل أن يتم إرسال تحذير رسمي إلى الهواتف المحمولة للسكان، ما أثار غضبًا واسعًا بين الأهالي.
ورغم تصاعد الاحتجاجات، رفض كارلوس مازون تقديم استقالته أو تقديم توضيحات حول تحركاته في يوم وقوع الكارثة، مؤكدًا عزمه البقاء في منصبه حتى انتهاء ولايته في عام 2027.
تغير المناخ.. كوارث متزايدة
وتعكس هذه الفيضانات المدمرة جزءًا من التحديات المتزايدة بسبب تغير المناخ، حيث يشهد العالم ارتفاعًا غير مسبوق في الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف العنيفة وحرائق الغابات والجفاف الشديد.
وحذر خبراء البيئة من تصاعد تأثيرات الاحتباس الحراري، مؤكدين أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى اضطرابات مناخية تهدد حياة الملايين، كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن "نصف البشرية في خطر" نتيجة الفيضانات والجفاف والحرائق، محذرًا من أن "لا بلد في العالم محصن من تداعيات هذه الأزمات".