أستراليا تحذر من عزل مجتمعات لأسابيع وانقطاع الإمدادات بسبب الفيضانات

في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز

أستراليا تحذر من عزل مجتمعات لأسابيع وانقطاع الإمدادات بسبب الفيضانات
فيضانات أستراليا

حذرت السلطات الأسترالية، الأحد، من أن خطر الفيضانات لا يزال قائمًا، رغم بدء انحسار الأمطار في بعض مناطق كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، مع احتمالية بقاء بعض المجتمعات معزولة لأسابيع.

وشهدت قرية كورارونغ الساحلية جنوب ولونغونغ هطولًا غير مسبوق للأمطار، بلغ 210 ملم خلال 24 ساعة فقط، ما أدى إلى غمرها بالكامل بالمياه، وفي المناطق الغربية من نيو ساوث ويلز، تتوقع السلطات الأسترالية أن تظل المجتمعات القريبة من نهري بارو وواريجو معزولة لمدة تصل إلى ستة أسابيع، وسط تحذيرات للسكان بضرورة الاستعداد لمزيد من التحديات، وفق موقع قناة "SBS Arabic".

جهود إنقاذ وتحذيرات من إعصار جديد

أكدت ديب بلاتز، نائبة مفوض خدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز، خلال مؤتمر صحفي، أن فرق الطوارئ قامت بتجهيز طائرات هليكوبتر ومركبات مرتفعة لتأمين الإمدادات وإنقاذ المتضررين، داعية السكان للبقاء في حالة تأهب قصوى، خاصة مع توقعات بحدوث إعصار جديد يوم الأربعاء المقبل مصحوب بأمطار غزيرة شمال شرق الولاية والساحل الشمالي الأوسط.

وأوضح الموقع أنه خلال 24 ساعة فقط تلقت خدمات الطوارئ أكثر من 1700 نداء استغاثة، بينها 19 حالة إنقاذ من المياه، فيما تتواصل عمليات البحث عن رجل مسن جرفته الفيضانات أثناء محاولته عبور جسر مغمور بالمياه، وكان الرجل يحاول مغادرة موقع تخييم حوصر فيه 22 شخصًا، بينما تجري عمليات إنقاذ المخيمين العالقين مع انحسار المياه.

دمار واسع وإجراءات دعم حكومية

في كوينزلاند، أدت الفيضانات إلى إجلاء العشرات من السكان جوًا، خاصة في بلدتي ستونهنج وويندورا اللتين تعرضتا لأمطار بلغت ضعف متوسط الهطول السنوي، ما جعل هذه الفيضانات الأسوأ منذ عام 1974.

ولمواجهة آثار الكارثة، فعّلت الحكومة برنامج "مساعدة المشقة الشخصية"، والذي يشمل قروضًا ميسرة وإعانات شحن لدعم المجتمعات المتضررة، في ظل استمرار ارتفاع منسوب المياه وصعوبة الوصول إلى المناطق المعزولة.

ورغم التحسن الطفيف في الأحوال الجوية، حذّر كبير خبراء الأرصاد الجوية، جوناثان هاو، من أن المياه ستستغرق وقتًا طويلًا حتى تتراجع، مما يجعل الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا، وسط توقعات باستمرار الأزمة في الأسابيع المقبلة.

وتعكس تلك التغيرات جزءًا من التحديات المتزايدة بسبب تغير المناخ، حيث يشهد العالم ارتفاعًا غير مسبوق في الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف العنيفة وحرائق الغابات والجفاف الشديد.

وحذر خبراء البيئة من تصاعد تأثيرات الاحتباس الحراري، مؤكدين أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى اضطرابات مناخية تهدد حياة الملايين، كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن "نصف البشرية في خطر" نتيجة الفيضانات والجفاف والحرائق، محذرًا من أنه "لا يوجد بلد في العالم محصن من تداعيات هذه الأزمات".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية