بعد اكتشاف مقبرة جماعية.. فيديو يكشف الهجوم الإسرائيلي على فرق الإسعاف في غزة

بعد اكتشاف مقبرة جماعية.. فيديو يكشف الهجوم الإسرائيلي على فرق الإسعاف في غزة
ضحايا الهجوم الإسرائيلي من فرق الإسعاف في غزة

ظهر مقطع فيديو جديد، تم العثور عليه على هاتف محمول لمسعف فلسطيني، يكشف عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كانت تحمل علامات واضحة وأضواء الطوارئ مضاءة وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وذكرت الصحيفة في تقرير اليوم السبت، أن الهجوم الذي وقع في نهاية مارس 2023 بالقرب من مقبرة جماعية في غزة، حيث قُتل 15 من عمال الإغاثة، تم توثيقه في مقطع فيديو يبلغ طوله نحو سبع دقائق، وتم تسليمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من قبل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

صُوّر الفيديو المنشور مما يبدو أنه الجزء الأمامي الداخلي لمركبة متحركة، ويُظهر قافلة من سيارات الإسعاف وسيارة إطفاء، تحمل علامات واضحة، مع مصابيح أمامية وأضواء وامضة مضاءة، تسير جنوبًا على طريق شمال رفح في الصباح الباكر، حيث يمكن رؤية أول خيوط ضوء النهار.

ويبين الفيديو توقف الموكب عندما صادف سيارة انحرفت إلى جانب الطريق -كانت سيارة إسعاف أُرسلت سابقًا لإسعاف المدنيين الجرحى وتعرضت لهجوم، وانحرفت سيارات الإنقاذ الجديدة إلى جانب الطريق، ويظهر في الصورة رجال الإنقاذ، اثنان منهم على الأقل يرتديان الزي الرسمي، يخرجون من شاحنة إطفاء وسيارة إسعاف تحمل شعار الهلال الأحمر ويقتربون من سيارة الإسعاف التي خرجت عن مسارها إلى أحد الجوانب، ثم سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف يستهدف الموكب.

تهتز الكاميرا، ويختفي الفيديو، لكن الصوت يستمر لنحو خمس دقائق، ولا يتوقف إطلاق النار المتقطع، فيما يقول رجل باللغة العربية إن هناك إسرائيليين حاضرين، ويُسمع في الفيديو صوت المسعف وهو يُصوّر وهو يردد الشهادة مرارًا وتكرارًا عند مواجهة الموت، ثم يقول "سامحيني يا أمي.. هذا هو الطريق الذي اخترته.. مساعدة الناس".

رد إسرائيل على الحادث

وفي وقت سابق، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن القوات لم تهاجم "سيارة إسعاف عشوائيًا"، وأوضح أن عدة سيارات كانت تتقدم بشكل "مثير للريبة" تجاه القوات الإسرائيلية، ما دفعها لإطلاق النار، وادعى أن من بين الضحايا تسعة مسلحين فلسطينيين، ومع ذلك، لم ترد إسرائيل بعد على طلب التعليق بشأن الفيديو الذي تم تسريبه.

تفاصيل جديدة حول الحادثة

صرحت نبال فرسخ، المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن المسعف الذي صور الفيديو تم العثور عليه لاحقًا مصابًا برصاصة في رأسه في المقبرة الجماعية، وأضاف الدكتور يونس الخطيب، رئيس الجمعية، أن الأدلة التي جمعتها الجمعية، بما في ذلك الفيديو والطب الشرعي، تتناقض تمامًا مع الرواية الإسرائيلية، وأشار إلى أن عمال الإغاثة استُهدفوا من مسافة قريبة جدًا وأن إسرائيل لم تقدم أي معلومات عن مكانهم لأيام.

تداعيات الهجوم على المجتمع الدولي

أثار الهجوم على عمال الإغاثة انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، ووصف ديلان ويندر، ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الهجوم بأنه "فضيحة"، مشيرًا إلى أنه يُعد أعنف هجوم على عمال الإغاثة منذ عام 2017، كما أكدت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني أن عمال الإغاثة لم يكونوا يحملون أسلحة ولم يشكلوا أي تهديد.

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية للموقع بعد الحادث، أن سيارات الإسعاف تم دفنها في الأرض، حيث تم العثور على جرافات عسكرية إسرائيلية كانت تقوم بتغطية المكان، وكشف الطب الشرعي أن معظم الضحايا تعرضوا لطلقات نارية في الرأس والجذع والمفاصل، وفيما يخص المسعفين المفقودين، أعلن الدكتور الخطيب أن أحدهم لا يزال مفقودًا.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 1060 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قُتلوا خلال 18 شهرًا منذ أن شنت إسرائيل هجومًا على غزة بعد اقتحام مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقلصت المنظمة العالمية عدد موظفيها الدوليين في غزة بمقدار الثلث بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية