«فايننشيال تايمز»: الصين تتخذ خطوات قوية لمواجهة سياسات ترامب التجارية

«فايننشيال تايمز»: الصين تتخذ خطوات قوية لمواجهة سياسات ترامب التجارية
الصين والولايات المتحدة

تعهدت الصين بالتصدي لما وصفته بالتهديدات الأمريكية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية حكومته فرض تعريفة إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية.

ووفقا لتقرير نشرته "فايننشيال تايمز"، اليوم الثلاثاء، جاء هذا التصعيد في وقت حساس، حيث يهدد التصعيد الاقتصادي بين أكبر اقتصادين في العالم بالتحول إلى حرب تجارية شاملة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الثلاثاء، عن استعدادها للرد بشكل حازم على أي تصعيد في الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم الوزارة إن الصين ستتخذ تدابير مضادة لحماية مصالحها إذا مضت الولايات المتحدة في تنفيذ تهديداتها.

وأضاف: "إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي في طريقها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية"، وقد حذرت الصين من أن التصعيد الأمريكي قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.

التهديدات الأمريكية وتأثيرها

جاءت هذه التصريحات في وقت حساس لأسواق المال العالمية التي شهدت تقلبات حادة بسبب هذه التهديدات التجارية، في وقت سابق من الأسبوع، فاقمت الولايات المتحدة الوضع بتطبيق "تعريفات مقابلة" ضد العديد من شركائها التجاريين، بما في ذلك الصين، هذا بالإضافة إلى فرض تعريفة عامة بنسبة 10% في وقت سابق من الشهر الجاري، مما دفع الأسواق العالمية إلى الاضطراب، وزاد من المخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي.

على الرغم من التوترات بين الصين والولايات المتحدة، شهدت أسواق الأسهم العالمية استقرارًا نسبيًا، فارتفع مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة 1.4%، وحقق مؤشر FTSE 100 البريطاني زيادة بنسبة 1.3%، كما صعد مؤشر CSI 300 الصيني بنسبة 1.7%.

وفي المقابل، ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشر S&P 500 الأمريكي بنسبة 1.3%، ويعكس هذا الانتعاش التوتر الذي يخيم على الأسواق ولكنه يبرز أيضًا قدرة الأسواق على التكيف مع التقلبات الاقتصادية في الوقت الحالي.

مفاوضات مع اليابان

بينما تبادل الطرفان التهديدات، اختارت واشنطن فتح باب المفاوضات مع اليابان بشأن التعريفات الجمركية، إذ أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت أن طوكيو ستكون لها أولوية في المفاوضات.

وعلى ضوء هذا القرار، سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 6.3% في مؤشر Topix، في المقابل رفضت الولايات المتحدة التفاوض مع الصين حتى تراجع الأخيرة عن تعريفة الانتقام التي فرضتها بنسبة 34%، ما يزيد من التوترات بين البلدين.

وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه يمكن التوصل إلى تفاهمات مع دول أخرى حول معدلات التعريفات الجمركية، مشيرًا إلى أن المفاوضات قد تكون خيارًا إلى جانب فرض التعريفات.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "يمكن أن تكون هناك تعريفات دائمة، لكن هناك أيضًا مجالًا للمفاوضات حول القضايا التي تتجاوز التعريفات".

تصعيد الصين

ردًا على تهديدات ترامب، اتخذت الصين خطوة تصعيدية تمثلت في خفض قيمة عملتها، اليوان، إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2023، حيث تم تحديد سعر الصرف عند 7.20 رنمينبي مقابل الدولار الأمريكي.

ويعتبر هذا القرار محاولة من الصين لمواجهة تأثير التعريفات الأمريكية من خلال استخدام سياسة تخفيض العملة، وهي خطوة سبق أن اتبعتها بكين في فترة حكم ترامب الأولى، كما تراجع اليوان في الأسواق الحرة، متجاوزًا عتبة 7.35 رنمينبي مقابل الدولار للمرة الأولى منذ فبراير.

وأكد الخبراء الاقتصاديون أن الصين لن تتراجع أمام الضغوط الأمريكية وأنها ستتمسك بموقفها، بغض النظر عن التحديات التي قد تطرأ نتيجة هذه السياسة التجارية.

وأشار غاو جيان، الخبير في السياسة الخارجية في مركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينغ هو، إلى أن بكين لن تخضع لتهديدات ترامب.

وقال: "لا يوجد أي احتمال لأن تخضع الصين لتهديدات ترامب"، وأضاف أن الصين ستظل متمسكة بمواقفها من التجارة والاقتصاد على الرغم من الضغوط الأمريكية.

ردود الفعل الصينية

من جانب آخر، عملت السلطات المالية الصينية على دعم سوق الأسهم المحلية من خلال تعهدات بتقديم دعم مستمر، حيث قررت بعض الشركات الصينية تنفيذ عمليات إعادة شراء للأسهم لتعزيز الثقة في السوق.

وأكد المنظمون الماليون في الصين أنهم سيواصلون تقديم الدعم للسوق المحلي في ظل هذه الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد العالمي بسبب النزاع التجاري القائم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية