تحديد موعد جديد لاستئناف المخرج روجيا بعد إدانته بالاعتداء الجنسي
تحديد موعد جديد لاستئناف المخرج روجيا بعد إدانته بالاعتداء الجنسي
حددت محكمة الاستئناف في باريس يوم 19 ديسمبر المقبل للنظر في الطعن المقدّم من المخرج الفرنسي كريستوف روجيا ضد حكم إدانته بتهمة الاعتداء الجنسي على الممثلة الفرنسية أديل إينيل، التي كانت آنذاك فتاة قاصراً في الثانية عشرة من عمرها، واستمرت الانتهاكات حتى بلغت الرابعة عشرة، بحسب ما أكده مصدر قضائي لقناة "بي إف إم تي في"، اليوم الثلاثاء.
وأصدر القضاء الفرنسي في 3 فبراير الماضي حكماً ابتدائياً بحق روجيا، وقضى بسجنه أربع سنوات، منها سنتان نافذتان مع إخضاعه للمراقبة الإلكترونية. كما مُنع من العمل مع القاصرين لمدة 5 سنوات، وأُدرج اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية.
وترافق ذلك مع إلزامه بدفع تعويض قدره 15 ألف يورو لإينيل عن الضرر المعنوي، و20 ألف يورو أخرى عن العلاج النفسي الذي خضعت له لسنوات بسبب ما تعرضت له.
قضية تهز السينما الفرنسية
جسدت هذه القضية نقطة تحول داخل السينما الفرنسية، إذ تُعد من أبرز القضايا التي مهدت لولادة النسخة الفرنسية من حركة "مي تو" المناهضة للاعتداءات الجنسية.
وكشفت إينيل، التي تبلغ الآن 36 عاماً واعتزلت التمثيل، في عام 2019 عن الانتهاكات التي تعرضت لها، لتصبح أول فنانة بارزة تُوجّه اتهامات علنية لمخرج شهير، متهمة الوسط السينمائي بـ"غضّ الطرف" عن الاعتداءات على القاصرين.
وكان روجيا قد أخرج فيلم "Les Diables" عام 2001، وهو العمل الذي مثلت فيه إينيل لأول مرة في حياتها المهنية.
وتدور قصته حول علاقة سفاح قربى بين شقيقين، واحتوى على مشاهد حميمية أدتها إينيل في سن مبكرة، ما أثار انزعاج العديد من البالغين الحاضرين في موقع التصوير، والذين لاحظوا حينها "سلوكاً غير لائق" من المخرج تجاهها.
استغلال النفوذ والهيمنة
أكد رئيس محكمة الجنايات في باريس أثناء النطق بالحكم أن المخرج "استغل النفوذ الذي يتمتع به كمخرج" على إينيل "نتيجة للعلاقة التي نشأت أثناء التصوير"، مضيفاً أن الممثلة الشابة "عُزلت تدريجاً عن محيطها الاجتماعي والعائلي"، وأنها "لم تكن قادرة على مقاومة هذا التأثير أو الهروب منه".
وأشارت المحكمة إلى أن روجيا، الذي كان في أواخر الثلاثينيات من عمره حينها، مارس "سلوكيات ذات طابع جنسي" تجاه طفلة لم تكن تملك أدوات الرفض أو المواجهة.
ومن جهتها، نفت محاميتا روجيا، فاني كولان وأورلي ريزلان، بشدة التهم المنسوبة لموكلهما، وأكدتا أنه "لم يمس أديل إينيل مطلقاً"، ووصفتا الحكم بأنه "غير مبرر وخطير"، معلنتين عزمهما استئناف الحكم أمام القضاء الفرنسي.
حركة #MeToo تصل فرنسا
أثارت تصريحات أديل إينيل عام 2019 زلزالاً داخل الوسط الفني الفرنسي، إذ لم تكن فرنسا قد شهدت حتى ذلك الحين انخراطاً فعّالاً في حركة "مي تو" العالمية، التي بدأت في هوليوود عام 2017 بعد سلسلة من الفضائح الجنسية التي طالت المنتج هارفي واينستين.
ويُنظر إلى قضية إينيل وروجيا اليوم على أنها إحدى العلامات الفارقة التي أجبرت صناعة السينما الفرنسية على مواجهة ظلال الصمت والتواطؤ الطويل حيال الاعتداءات الجنسية داخل المجال الفني.