«نحاول أن نبقى أحياء».. نازحو غزة يعيشون الجوع والحرمان وسط الحصار وإغلاق المعابر
«نحاول أن نبقى أحياء».. نازحو غزة يعيشون الجوع والحرمان وسط الحصار وإغلاق المعابر
جلس أحمد الكفارنة، النازح من بيت حانون، إلى جوار أحد أطفاله داخل خيمته وسط قطاع غزة، يتأمل بصمت ثقيل كيف تحوّلت حياته إلى صراع يومي من أجل البقاء، لم يعد قادراً على توفير أكثر من وجبة واحدة لأطفاله في اليوم.
قال الكفارنة، بصوت مكسور: "أحياناً أجعلهم ينامون مبكراً حتى لا يشعروا بالجوع" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
يعاني الكفارنة، إعاقة جسدية، لكنه لم يفقد إحساسه الأبوي القاسي حين لا يجد ما يقدّمه لصغاره، ويضيف: "المعابر مغلقة، الدقيق نفد، والمخابز متوقفة، حتى مياه الشرب لا تصل إلا نادرًا بشاحنات، الأدوية وأدوات النظافة اختفت من حياتنا كلياً".
أرز لا يكفي الحياة
من بيت لاهيا إلى وسط غزة، نزح سمير أبو عمشة المصاب بسرطان الجلد، ليجد نفسه في خيمة بلا دواء ولا طعام، يقتات على الأرز فقط.
قال أبو عمشة: "الأرز لا يُشبع، وبدأت أعاني الإسهال. لكن أحمد الله أنني ما زلت على قيد الحياة".
وفي خيمة مجاورة، روى مصطفى غانم، الذي نزح من جباليا، كيف أصبحت "التكيات" هي مصدر الأمل الوحيد، قائلاً: "أحياناً نتناول الغداء ولا نجد عشاء، أو العكس، أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وزوجتي أصيبت بثلاث جلطات خلال خمسين يومًا فقط بسبب الضغوط المعيشية".
فرن صغير يعيل 12 روحاً
ابتهال غانم، وهي نازحة مسؤولة عن أسرة مكونة من 12 فرداً، لم تنتظر المساعدات التي لم تصل، أقامت فرناً بدائياً لصناعة الخبز، قالت: "نتلقى بين 10 و15 شيكلاً في اليوم فقط، لكن لا خيار أمامي، فالمساعدات توقفت تماماً".
بدورها، تحكي أم العبد عن حياتها الجديدة بعد نزوحها من بيت حانون، قائلة: "نعيش في الخيام، ولا يوجد دخل، إذا جاءت وجبات من التكيات أكلنا، وإذا لم تأتِ ننام على الجوع".
تُضيف بنبرة موجعة: "الحر لا يُحتمل داخل الخيام، أهرب مع أطفالي إلى ظل مبنى قريب حتى يبرد الجو، ثم نعود لنكمل اليوم تحت القماش".
حصار خانق وإغلاق للمعابر
يشهد قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر تصعيدًا غير مسبوق في الأزمة الإنسانية، وسط حصار خانق وإغلاق مستمر للمعابر، أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون، يعانون نقص الغذاء والماء والدواء، فيما تتكدس المساعدات على الجانب الآخر من الحدود.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن غزة أصبحت "ساحة للقتل"، محذزاً من كارثة إنسانية شاملة، وأوضح أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة قانونًا بتوفير الغذاء والرعاية الطبية، وصيانة المنشآت الصحية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.
غير أن هذه الالتزامات لم تُحترم، فيما يستمر المدنيون في دفع ثمن الحرب، وتُمنع المساعدات المنقذة للحياة من الدخول، رغم التحذيرات الدولية المتكررة.