«منظمة العفو»: ملايين اليمنيين يواجهون الجوع والتشريد بعد خفض التمويل الأمريكي
«منظمة العفو»: ملايين اليمنيين يواجهون الجوع والتشريد بعد خفض التمويل الأمريكي
حذّرت منظمة العفو الدولية، الخميس، من أن ملايين اليمنيين باتوا عرضة لخطر المجاعة والتشريد بعد قرار الولايات المتحدة تقليص دعمها الإنساني لليمن بشكل حاد، في خطوة وصفتها المنظمة بـ"المفاجئة وغير المسؤولة"، خاصة في ظل تصاعد الضربات الجوية ضد المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
توقف خدمات إنسانية
أكّد عمال إغاثة لمنظمة العفو أن خفض التمويل أدى مباشرة إلى توقف خدمات منقذة للحياة، من بينها علاج الأطفال والنساء من سوء التغذية، والرعاية الصحية للأطفال، والملاجئ الآمنة للنساء الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفق فرانس برس.
وأشارت المنظمة إلى أن عشرات المراكز التي كانت تؤمّن الحماية والدعم النفسي للنساء والفتيات تم إغلاقها، بينما باتت العديد من مرافق الصحة الإنجابية معرضة للإغلاق التام نتيجة نقص التمويل.
ونقلت "العفو" عن عامل إغاثة قوله: "أُجبرنا على اتخاذ قرارات مصيرية بناء على معلومات ضئيلة أو معدومة.. وغالبًا، لا يوجد من نخاطبه بعد أن توقفت الوكالة الأمريكية عن عملها فعليًا في اليمن".
تصعيد عسكري يفاقم معاناة المدنيين
في موازاة الأزمة الإنسانية، تواصل الولايات المتحدة منذ منتصف مارس شن ضربات جوية شبه يومية على أهداف تابعة للحوثيين في شمال اليمن، في إطار حملة عسكرية تهدف إلى ردع الجماعة عن استهداف السفن التي يُزعم ارتباطها بإسرائيل.
واعترفت واشنطن رسميًا بتنفيذ قسم من هذه الضربات، فيما تخشى منظمات الإغاثة أن تؤثر هذه العمليات على مسارات الإغاثة وتعوق الوصول إلى الفئات الأشد ضعفًا.
المدنيون في مرمى الخطر
قالت ديالا حيدر، الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية، إن "التخفيضات المفاجئة وغير المسؤولة في المساعدات الأمريكية ستكون لها عواقب كارثية على الفئات الأكثر ضعفًا، بمن في ذلك النساء والأطفال والنازحون".
وأضافت أن "التصعيد العسكري المتزامن مع خفض التمويل سيؤدي إلى مفاقمة الكارثة الإنسانية في بلد يعيش أصلاً تحت وطأة حرب طويلة الأمد، ونزوح جماعي، وجوع مزمن".
وشددت المنظمة الحقوقية على ضرورة حماية العمليات الإنسانية من التدخلات العسكرية والسياسية، مؤكدة أن غالبية من هم بحاجة ماسة إلى المساعدات يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، ما يزيد تعقيد الوصول إليهم في ظل استمرار الضربات الجوية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام إلغاء نحو 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اليمن، بعد قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية مؤقتًا بانتظار مراجعتها.
ولطالما كانت واشنطن أكبر مانح إنساني لليمن، حيث قدمت في عام 2024 وحده أكثر من 768 مليون دولار ضمن خطة الاستجابة الإنسانية، لكن الانسحاب شبه الكامل للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من المشهد الإغاثي في اليمن ترك فراغًا واسعًا وأربك عمل المنظمات الشريكة.