غارة إسرائيلية تُخرج مستشفى الأهلي المعمداني عن الخدمة

غارة إسرائيلية تُخرج مستشفى الأهلي المعمداني عن الخدمة
آثار الغارات الإسرائيلية على المستشفى الأهلى “المعمداني” في غزة

أخرجت ضربة إسرائيلية، الأحد، شمال قطاع غزة المستشفى الأهلي "المعمداني" عن الخدمة بشكل مفاجئ، بعد أن تضرر المرفق بشكل شديد، وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الضربة أدّت إلى توقف العناية في المستشفى، ما أسفر عن وفاة طفل نتيجة انقطاع الخدمة الطبية الحرجة.

وأسفرت الضربة عن تدمير قسم الطوارئ والمختبر وأجهزة الأشعة السينية في المستشفى، كما ألزمت الإدارة بنقل 50 مريضًا إلى مرافق صحية أخرى، فيما تعذّر نقل 40 مريضًا في حالات حرجة، وأوضحت منظمة الصحة العالمية عبر بيان أصدره المدير العام تيدروس أدهانوم غبرييسوس على منصة "إكس" أن المستشفى تضرر بشدة وأن توقف العناية هو السبب الرئيسي في وفاة الطفل، بحسب فرانس برس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف "مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس" داخل المنشأة الطبية، مؤكدًا أنه لم يكن هناك نشاط طبي يُستهدف وأن الضربة نُفذت بناءً على أوامر محددة، فيما نفت حركة حماس هذه المزاعم وعدّها "تكراراً مفضوحاً للأكاذيب الإسرائيلية".

أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية إصدار طلب بالإخلاء قبل الهجمة، مشيرة إلى أنه لم تسجل إصابات بين المدنيين نتيجة الغارة.

تجمُّع النازحين وسط الدمار

تجمع مئات النازحين والمرضى أمام المبنى المتضرر في غزة، حيث نصبّ البعض خيامًا على جانبي الشارع قبالة المستشفى.

وأوضحت إحدى النازحات، نائلة عماد (42 عامًا)، بحزنٍ شديد: "لم يعد لدينا مأوى، فبعد أن عشنا مع أطفالنا في خيمة داخل المستشفى، ثم جاء أحد الحراس صارخًا: 'عليكم المغادرة الآن؛ الطائرات سوف تقصف المستشفى'".

ورأى شاهد آخر يُدعى خالد دلول (30 عامًا) أن الموقف كان أشبه بـ"نار جهنم" حيث خرج الجميع للانتظار وسط الدمار الكامل للمستشفى.

موجة من الإدانات الدولية

أدانت منسقة الشؤون الإنسانية ورؤساء وزراء عدة دول الضربة، معتبرين إياها انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي الذي يحمي المنشآت الصحية، ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إسرائيل إلى وقف هجماتها على المستشفيات في غزة، فيما وصفت قطر الهجمة بأنها "جريمة شنيعة بحق المدنيين"، كما أدان الأردن الضربة واصفًا إياها "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي".

وأسفرت الهجمات المتزامنة عن وفاة ستة أشقاء في غارة أخرى ضربت سيارتهم في أثناء توجههم إلى مطبخ خيري، في حين اعترض الجيش الإسرائيلي مقذوفًا أُطلق من قطاع غزة باتجاه كيبوتس "ريعيم" دون تسجيل إصابات.

وأوضحت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس أن عدد الشهداء في غزة ارتفع إلى 1574 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها العسكرية في 18 آمارس، في ظل فشل الجهود المبذولة لاستئناف هدنة هشة مع حماس.

تواصلت عمليات التصعيد العسكري في قطاع غزة منذ أحداث أكتوبر 2023، حيث تتعرض المرافق الحيوية، ولا سيما المنشآت الصحية، لهجمات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، وقد أثارت هذه الهجمات إدانات دولية واسعة، نظراً لتكرار انتهاك القانون الدولي الإنساني الذي يحمي المستشفيات والعاملين في المجال الطبي، وفي سياق النزاع، يكافح المدنيون والنازحون يوميًا للبقاء على قيد الحياة وسط دمار متواصل وضغط عسكري وتصعيد إنساني مقلق.

استئناف الحرب

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر للعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية