تحذيرات أممية من تصاعد العنف في الفاشر وارتكاب جرائم بحق المدنيين

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، والمناطق المحيطة بها، في ظل تقارير تفيد بارتكاب انتهاكات مروعة بحق المدنيين.

أكدت سيتفاني تريمبليه، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة، في بيان صدر، الأربعاء، أن الشركاء على الأرض أفادوا بوقوع فظائع عقب سيطرة جماعات مسلحة على مخيم زمزم للنازحين، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

ونقلت تقارير موثوقة أن المدنيين، بمن فيهم عمال إغاثة، مُنعوا من مغادرة المنطقة، في حين تحدث ناجون عن أعمال قتل وعنف جنسي وحرق منازل.

القيود الأمنية تشلّ العمل الإنساني

واجهت العمليات الإنسانية في الفاشر عراقيل متعددة بسبب القيود المفروضة على الوصول، وشح الوقود، والبيئة الأمنية الهشة، وأشارت تريمبليه إلى أن خدمات الصحة ومعالجة المياه من بين القطاعات الأكثر تضررًا، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية وشيكة.

وذكر البيان أن العاصمة السودانية الخرطوم شهدت في 14 أبريل هجمات بطائرات مُسيّرة استهدفت البنية التحتية للطاقة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق واسعة من أم درمان وكرري وأم بدة، وفاقم معاناة السكان في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.

دعوات لحماية المدنيين

جددت الأمم المتحدة دعوتها لجميع أطراف الصراع إلى احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، كما دعت المتحدثة إلى تعزيز الدعم الدولي العاجل لضمان استمرار تدفق المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا في السودان.

رحّبت الأمم المتحدة بانعقاد مؤتمر لندن حول السودان، وعدته خطوة مهمة لتعزيز الانخراط الدولي في دعم جهود السلام وتوفير الحماية للمدنيين، كما أشادت بالتعهدات المالية الكبيرة التي أُعلنت خلال المؤتمر، والتي من شأنها أن تسهم في سد فجوة التمويل الإنساني المتفاقمة.

يعيش السودان واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يستمر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، ما أدى إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخليًا وخارجيًا، وتُعد مدينة الفاشر مركزًا استراتيجيًا في إقليم دارفور، الذي شهد موجات متكررة من النزاع العنيف، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل أكثر فاعلية.