وسط مخاطر تهدد مليار شخص.. تحذير من تلوث الأراضي الزراعية بالمعادن الثقيلة

وسط مخاطر تهدد مليار شخص.. تحذير من تلوث الأراضي الزراعية بالمعادن الثقيلة
تلوث الهواء والأراضي الزراعية - أرشيف

حذّر فريق من العلماء في دراسة جديدة نشرت الخميس من أن ما بين 14 و17% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم ملوثة بنوع واحد على الأقل من المعادن الثقيلة. 

يشكل هذا التلوث خطرًا صحيًا يهدد نحو 1.4 مليار شخص، وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس"، اليوم الجمعة، وفق وكالة "فرانس برس".

واعتمد الباحثون في هذه الدراسة على تحليل تلوث لأكثر من 796 ألف عينة تربة من دراسات سابقة، واستخدموا الخوارزميات لفحص التلوث بالمعادن الثقيلة. 

وركزوا على المعادن السامة مثل الزرنيخ والكادميوم، حيث تم قياس مستوياتها في التربة مقارنة بالمستويات الموصى بها للاستخدام الزراعي والصحة البشرية.

أسباب التلوث وتأثيراته

تعد المعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والكادميوم سامة للبشر والحيوانات والنباتات بجرعات متفاوتة، ويمكن أن تلوث الأنظمة البيئية عبر السلاسل الغذائية والمياه. 

كما أن هذه المعادن موجودة بشكل طبيعي في الصخور بتركيزات متفاوتة، لكنها أيضًا يمكن أن تتسرب إلى البيئة بسبب النشاط البشري مثل الصناعة، والزراعة، والتعدين.

وأشار الباحثون إلى أن التلوث بالمعادن الثقيلة في الأراضي الزراعية يمثل تهديدًا للصحة العامة ويؤثر على الأمن الغذائي، حيث قد يؤدي إلى تلوث المحاصيل الزراعية التي تستهلكها المجتمعات. 

ويعيش ما بين 900 مليون إلى 1.4 مليار شخص في مناطق عالية الخطورة بسبب التلوث بهذه المعادن.

نقص البيانات والتحذير السياسي

على الرغم من النتائج التي تم التوصل إليها، أقر العلماء بوجود نقص كبير في البيانات، خصوصًا في مناطق مثل إفريقيا، ما يجعل من الصعب تنفيذ برامج فعّالة للتخفيف من المخاطر. 

وأكد معدو الدراسة أن هذه النتائج يجب أن تكون بمثابة تحذير لصناع السياسات والمزارعين في جميع أنحاء العالم.

وأوضح واكين نيغاسا، الكيميائي المتخصص في التربة في معهد جيمس هوتون، أن المدى الحقيقي لتلوث التربة العالمية قد يتجاوز ما تم رصده في هذه الدراسة نظرًا للبيانات المحدودة المتوفرة. 

المزيد من الأبحاث

أشار نيغاسا، إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والاهتمام السياسي لوضع خطط للحد من هذا التلوث.

وتُظهر هذه الدراسة الحاجة الملحة للتعامل مع التلوث بالمعادن الثقيلة في الأراضي الزراعية، وتحذر من تداعياته المحتملة على البيئة وصحة البشر. 

وتحتاج هذه القضايا إلى استجابة شاملة من المجتمع العلمي والحكومات لحماية الموارد الزراعية والصحية للأجيال القادمة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية