«أسوشيتد برس»: محنة مرضى الكلى بغزة تتصاعد واستشهاد 40% من الحالات

سلطت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الأربعاء، الضوء على تصاعد محنة المرضى في قطاع غزة، وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات بذريعة استخدامها لأغراض عسكرية من قبل حركة حماس، وهي ادعاءات نفاها العاملون في المجال الطبي مؤكدين أن الغارات الإسرائيلية دمرت منظومة الرعاية الصحية بشكل شبه كامل.

تناولت الوكالة في تقرير ميداني قصة محمد عطية، رجل خمسيني يعاني من فشل كلوي، ويشق طريقه مرتين أسبوعيًا على كرسي متحرك من خيمة مؤقتة بغرب غزة إلى مستشفى الشفاء شمالًا، في محاولة للنجاة عبر جلسات غسيل كلى أصبحت غير كافية.

ووصف عطية رحلته بأنها "محاولة بائسة للعودة من الموت"، في ظل علاج لا يطهر دمه بالكامل بسبب نقص الإمدادات.

وفيات تتزايد بصمت

أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد أكثر من 400 مريض كلى منذ اندلاع الحرب، ما يشكل نحو 40% من إجمالي الحالات، مشيرة إلى أن هذا العدد يشمل 11 مريضًا توفوا فقط منذ بداية مارس، عقب تشديد الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الإمدادات الأساسية.

وصرح عطية بأنه يحتاج إلى ثلاث جلسات أسبوعيًا، لكن الظروف لم تعد تسمح إلا بجلستين لا تتجاوزان ثلاث ساعات.

ونزح عطية من منزله شمال غزة ست مرات منذ بدء الحرب، متنقلًا بين رفح ودير البلح وأخيرًا مدرسة غرب مدينة غزة.

وأوضح أن الطرق المدمّرة وانعدام وسائل النقل وانهيار البنية التحتية تركته حبيس الكرسي المتحرك، حيث تنقله أسرته وسط ركام المدينة، في رحلة لا تخلو من المشقة والهلوسة الناتجة عن تراكم السموم في دمه.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن عدد أجهزة غسيل الكلى في غزة انخفض من 182 قبل الحرب إلى 102 حاليًا، وسط انعدام شبه تام لمخزون الأدوية الخاصة بأمراض الكلى.

وأوضح الدكتور غازي اليزيجي، رئيس قسم الكلى في مستشفى الشفاء، أن 417 مريضًا توفوا منذ بدء الحرب نتيجة نقص العلاج، من بين 1100 مريض يعانون من تدهور حالتهم الصحية.

خطر الموت يزداد يوميًا

ذكرت الوكالة أن مئات المرضى في أنحاء القطاع، مثل عطية، باتوا مضطرين للاكتفاء بجلسات أقل وأقصر، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تفضي إلى الوفاة، نتيجة تراكم السوائل والسموم في أجسادهم.

منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حملة عسكرية غير مسبوقة على قطاع غزة، استهدفت خلالها البنية التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات، ما أدى إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني، ومع تصاعد القيود على دخول المساعدات واللوازم الطبية، يواجه المرضى، خصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة، خطر الموت في صمت بعيدًا عن الجبهات العسكرية، وسط صمت دولي وصفه مراقبون بـ"المخزي".

أسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر للعام 2023 عن استشهاد أكثر من 51 ألف شخص وإصابة أكثر من 116 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.