الشرطة الإيطالية توقف شبكة تهريب مهاجرين في شمال البلاد
الشرطة الإيطالية توقف شبكة تهريب مهاجرين في شمال البلاد
أوقفت شرطة الحدود الإيطالية، ثمانية مواطنين أتراك في مدينة ترييستي شمال شرقي البلاد، للاشتباه بقيامهم بالمساعدة والتحريض على الهجرة غير الشرعية عبر ما يُعرف بـ"طريق البلقان".
وكشفت السلطات خلال هذه العملية عن تورط المقبوض عليهم في تنظيم عمليات تهريب معقدة، مستغلين العائلات المهاجرة الباحثة عن ملاذ آمن في أوروبا الغربية، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الجمعة.
وأعلنت شرطة الحدود في بيان رسمي، صدر عن إدارة الشرطة المحلية ونشرته وسائل الإعلام الإيطالية، أن العملية نُفذت تحت إشراف مكتب المدعي العام لمكافحة المافيا في ترييستي.
وأسفرت الجهود الأمنية عن توقيف ثمانية أشخاص يحملون الجنسية التركية، وضبط 10 سيارات يعتقد أنها كانت تُستخدم لنقل المهاجرين غير النظاميين من منطقة البلقان إلى الأراضي الإيطالية.
ضبط 52 مهاجراً غير شرعي
وأكدت مصادر التحقيق أن الشرطة تمكنت من ضبط 52 مهاجراً غير شرعي، من بينهم عدة نساء وعدد من القُصّر، بعضهم أطفال في سن صغير.
وأوضحت التحقيقات أن بعض هؤلاء المهاجرين كانوا قد وصلوا إلى دول مثل البوسنة وصربيا جواً، قبل أن يُنقلوا براً عبر كرواتيا وسلوفينيا إلى إيطاليا.
وتابع وزير الداخلية الإيطالي، المسؤول الحكومي ماتيو بيانتيدوسي، مجريات هذه العملية من كثب، وصرح بأن "شرطة الحدود بمدينة ترييستي نجحت في تفكيك شبكة إجرامية متورطة في تهريب البشر عبر طريق البلقان".
وأوضح الوزير أن تكلفة تهريب الشخص الواحد كانت تراوح بين 4 آلاف و6 آلاف يورو، معتبراً أن هذه الشبكات تستغل بؤس الفارين من مناطق النزاعات وانعدام الاستقرار.
محاربة شبكات الاتجار
وشدد بيانتيدوسي على أن "السلطات الأمنية الإيطالية مستمرة في محاربة شبكات الاتجار بالبشر بحزم"، مشيراً إلى أن الموقوفين الثمانية، جميعهم من الأجانب، قد يواجهون تهماً خطرة تصل عقوبتها إلى سنوات طويلة من السجن.
وأوضحت الشرطة القضائية في ترييستي أن إيطاليا لم تكن الوجهة النهائية لمعظم المهاجرين الذين تم تهريبهم، بل كانوا يطمحون للوصول إلى دول شمال أوروبا، خاصة ألمانيا.
وأكدت التحقيقات أن عدداً كبيراً من هؤلاء المهاجرين، ومعظمهم من الأكراد الأتراك والصينيين، سافروا أولاً إلى البلقان عبر رحلات طيران، ثم شقوا طريقهم البري بواسطة السيارات والشاحنات.
وشاركت في هذه التحقيقات المعقدة عدة أجهزة أمنية دولية، منها الشرطة الكرواتية والبلغارية، بالتعاون مع مسؤولين أمنيين أتراك وألمان، إلى جانب ضباط من الشرطة الفيدرالية الألمانية الذين انضموا ميدانياً إلى شرطة الحدود الإيطالية في ترييستي، عقب اتفاقيات تعاون مشتركة لمكافحة تهريب المهاجرين في منطقة البلقان.
مآسي في البلقان
نفذت الشرطة الكرواتية، بالتوازي مع العملية الإيطالية، اعتقالات إضافية شملت ثلاثة مواطنين أتراك آخرين في مدينة سبليت الكرواتية.
وفي إطار جهود مكافحة الهجرة غير النظامية، أنقذت السلطات الكرواتية في نهاية مارس الماضي 15 مهاجرا كانوا محاصرين بالمياه في منطقة غمرتها الفيضانات في بلدية ياسينوفاتس.
وتمكنت فرق الإنقاذ من نقلهم بالقوارب إلى أماكن آمنة، بعد أن رصدتهم وهم يتشبثون بالأمل في ضفة مغمورة بالمياه.
وكشفت هذه الوقائع عن حجم الأخطار التي يتعرض لها المهاجرون في طريقهم إلى أوروبا، لا سيما مع تزايد أعداد العائلات والأطفال ضمن موجات الهجرة الحديثة، حيث تستمر شبكات التهريب في استغلال أحلام الهاربين نحو مستقبل أفضل، رغم التحديات الطبيعية والإنسانية.