«إيران إنترناشيونال»: 34 سجيناً يطالبون بالإفراج الفوري عن محامٍ حقوقي

«إيران إنترناشيونال»: 34 سجيناً يطالبون بالإفراج الفوري عن محامٍ حقوقي
الحقوقي محمد نجفي مع والدته

أرسل 34 سجينًا سياسيًا ومعتقلًا في السجون الإيرانية رسالة إنسانية مؤثرة، الجمعة، تناولوا فيها الوضع الصحي والحقوقي المتدهور للمحامي المعتقل والحقوقي محمد نجفي، مطالبين بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له، وإعادة رخصة مزاولة مهنة المحاماة التي انتزعت منه. 

وأكد الموقعون، أن رسالتهم لا تُعد بيانًا سياسيًا، بل "رواية سامية عن محامٍ إنساني"، جاعلين منها صرخة ضمير موجهة إلى كافة المنظمات الحقوقية الدولية، وإلى زملائهم المحامين، وإلى كل من يعنيه الدفاع عن الكرامة الإنسانية، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".

وأفاد "إيران إنترناشيونال"، أن الرسالة سلطت الضوء على الظروف القاسية التي يعيشها المحامي محمد نجفي، مشيرة إلى أنه يخوض عامه الثامن خلف القضبان، ولا يزال يواجه 11 عامًا إضافية من السجن بسبب ممارسته لحقه المهني في الدفاع عن الضحايا والمظلومين. 

وأوضح المعتقلون أن نجفي حوكم بناءً على أحد عشر حكمًا وصفوها بأنها "غير عادلة"، وأكدوا أن هذه الأحكام جاءت نتيجة نشاطه الحقوقي المكثف دفاعًا عن الآخرين، وليس دفاعًا عن نفسه.

معاناة صحية ونفي داخلي

أشار المعتقلون إلى أن محمد نجفي يعاني من أمراض عدة نتيجة ظروف السجن القاسية، مشددين على أن جسده قد أُنهك مرات كثيرة، بينما بقيت روحه قوية لا تنكسر، تمثل مصدر قوة يستمد منه جسده العليل طاقة الاستمرار. 

وكشفوا أن السلطات أقدمت على نقله من سجني "أراك" و"شازند" إلى سجن "إيفين" السيء السمعة في طهران، معتبرين هذا الإجراء شكلاً من أشكال "النفي الداخلي"، يهدف إلى عزله عن محيطه الطبيعي والمعتاد.

وأدانت الرسالة إقدام النظام الإيراني على إلغاء رخصة مزاولة المحاماة الخاصة بمحمد نجفي، معتبرة أن الهدف من ذلك هو حرمانه من "أداة الدفاع عن الإنسان". 

وشدد المعتقلون في لفتة قوية على أنهم منذ ذلك القرار الجائر، صاروا يعدونه محاميهم الحقيقي أكثر من أي وقت مضى، لما يمثل من رمز للمقاومة الحقوقية والدفاع عن المظلومين دون تمييز أو خوف.

المطالب الثلاثة للمعتقلين

اختتم المعتقلون رسالتهم بتحديد مطالبهم الثلاثة بشكل واضح ومباشر، وهي: الإفراج الفوري وغير المشروط عن محمد نجفي، توفير الرعاية الطبية اللازمة له على وجه السرعة، وإعادة رخصة مزاولة مهنة المحاماة إليه، تأكيدًا على حقه المشروع في ممارسة مهنته والدفاع عن قضايا الإنسان.

واعتقلت السلطات الإيرانية المحامي محمد نجفي للمرة الأولى في عام 2018، بعد كشفه عن قضية تعذيب المعتقل وحيد حيدري حتى الموت في سجن بمدينة أراك، في أعقاب احتجاجات ديسمبر 2017.

ومنذ اعتقاله الأول، تعرض نجفي لسلسلة من القضايا المفبركة من قبل الأجهزة الأمنية، وكان مصيره إصدار 14 حكمًا بحقه، أدت إلى عقوبة بالسجن تفوق 21 عامًا، وفقًا لمنظمة "هرانا" الحقوقية.

الحرمان من العلاج

حرمت السلطات الإيرانية نجفي مرارًا من الحصول على العلاج المناسب رغم إصابته بأمراض مزمنة داخل السجن، ورفضت نقله إلى المستشفيات المتخصصة. 

وفي فبراير 2023، كشف في رسالة مسربة من داخل سجنه عن تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى تهديد أفراد عائلته، ما زاد من معاناته الإنسانية داخل المعتقلات الإيرانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية