«فرانس برس»: مقتل 25 إيرانياً وإصابة 800 آخرين في انفجار مرفأ الشهيد رجائي

«فرانس برس»: مقتل 25 إيرانياً وإصابة 800 آخرين في انفجار مرفأ الشهيد رجائي
انفجار مرفأ الشهيد رجائي في إيران

أسفر انفجار ضخم وقع أمس السبت، في أكبر مرفأ تجاري بإيران عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا وإصابة أكثر من 800 آخرين، بحسب ما أعلنه التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الأحد، في حصيلة جديدة تظهر حجم الكارثة التي أصابت البلاد.

وأكد مراسل التلفزيون الإيراني الرسمي من موقع الانفجار أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق جزئيًا، إلا أن ألسنة الدخان الأسود الكثيف لا تزال تتصاعد من المكان، وسط جهود مكثفة لاحتوائه بالكامل.

وأمر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بفتح تحقيق عاجل وشامل لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى هذا الانفجار الكارثي، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية.

تفاصيل الانفجار وموقعه

وقع الانفجار، الذي سُمع دويه على بعد عشرات الكيلومترات من مكان الحادث، قرابة الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي (8:30 صباحًا بتوقيت غرينتش)، في رصيف ميناء الشهيد رجائي، أحد أهم الموانئ التجارية في البلاد.

يُعد هذا الميناء شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا، إذ تمر عبره نحو 85% من البضائع الإيرانية، ما يجعله مركزًا حيويًا للتجارة الخارجية.

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" أن ميناء الشهيد رجائي يُعد "أكبر وأكثر موانئ الحاويات تطورًا في إيران"، مشيرة إلى أنه يضم 12 رصيفًا مخصصًا للحاويات و30 رافعة متطورة، إضافة إلى تجهيزات حديثة تخدم عمليات الشحن والنقل البحري.

يقع الميناء على بعد نحو 23 كيلومترًا غرب مدينة بندر عباس الاستراتيجية، ويشرف مباشرة على مضيق هرمز، الممر البحري الحساس الذي يعبره خُمس الإنتاج العالمي من النفط.

الأسباب المحتملة للكارثة

نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن هيئة الجمارك الإيرانية أن الانفجار نجم، على الأرجح، عن تخزين مواد خطرة ومواد كيميائية في منطقة الميناء بطريقة غير آمنة.

ولم تقدم السلطات حتى الآن تفاصيل إضافية عن نوعية هذه المواد أو أسباب الإهمال المحتمل الذي أدى إلى هذا الانفجار المدمر.

وتوقع خبراء أن يؤدي الحادث إلى اضطراب كبير في حركة التجارة الإيرانية، خاصة أن ميناء الشهيد رجائي يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد البحري الإيراني، الذي يعاني أصلًا من آثار العقوبات الدولية والأزمات الاقتصادية.

ومن ناحية أخرى، أعربت منظمات إنسانية عن قلقها حيال الأوضاع الصحية للمئات من الجرحى، الذين يُعالجون في مستشفيات بندر عباس وسط نقص في بعض الإمدادات الطبية الطارئة.

حوادث سابقة ومخاوف متجددة

تثير هذه الكارثة مخاوف متزايدة من ضعف إجراءات السلامة في المنشآت الصناعية والموانئ الإيرانية، التي شهدت خلال السنوات الماضية عدة حوادث مشابهة، كان أبرزها حريق ضخم في ميناء بوشهر عام 2020، ما أسفر عن خسائر فادحة حينها.

تُضاف هذه المأساة إلى سلسلة الأزمات التي تواجهها إيران، ما يضع السلطات أمام تحديات كبرى لتحسين معايير الأمان ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية