الرسوم الجمركية الأمريكية تدفع الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة
الرسوم الجمركية الأمريكية تدفع الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة
بدأ المصنعون الصينيون، في ظل الرسوم الجمركية المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الصينية، خلال الأيام الأخيرة، في تكثيف جهودهم للبحث عن أسواق بديلة لتعويض الخسائر الناجمة عن تقلص حجم مبيعاتهم في السوق الأمريكي، وفقًا لما أظهرته بيانات الجمارك الصينية.
وكشفت البيانات أن الشركات الصينية باتت تتحرك بنشاط في الأسواق العالمية سعياً لامتصاص أثر فقدان السوق الأمريكي، الذي استورد العام الماضي وحده منتجات صينية بقيمة تقارب نصف تريليون دولار، ما يمثل نحو 15% من إجمالي صادرات الصين، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد.
وأفادت الصحيفة الأمريكية، أن الحكومة الصينية أعلنت عن خطط لدعم القطاعات المتضررة من الرسوم وتعزيز الاستهلاك المحلي في محاولة لمواجهة تداعيات الأزمة.
وكشفت كبرى منصات التجارة الإلكترونية عن مبادرات لدعم المصدرين المحليين وتشجيعهم على إعادة توجيه منتجاتهم إلى السوق الداخلي، إلا أن هذه الخطوات تواجه تحديات كبيرة بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي وانهيار سوق العقارات، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الادخار وانخفاض مستويات الاستهلاك لدى المواطنين الصينيين.
تراجع الأسعار وصعوبة التكيف
واصلت الأسعار عند بوابات المصانع الصينية تراجعها منذ أكثر من عامين، بينما شهدت الواردات انخفاضاً مستمراً، ما عمق من صعوبة تعويض تراجع الصادرات إلى الولايات المتحدة عبر السوق المحلي وحده.
ووفقًا لتقديرات صادرة عن شركة "أليانز" الدولية، من المتوقع أن تستوعب أسواق بديلة مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفيتنام وتايوان وماليزيا وإندونيسيا والمكسيك وسنغافورة والسعودية ونيجيريا جزءًا من الصادرات الصينية التي كانت متجهة نحو الولايات المتحدة، مع توقعات بنمو سنوي يقارب 6% خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
وشهد معرض جاكرتا الدولي للمنسوجات والملابس في إندونيسيا، أحد كبريات الفعاليات في هذا القطاع، مشاركة كثيفة من الشركات الصينية، حيث تجاوز عدد العارضين الصينيين ضعف عدد العارضين المحليين، وشارك نحو 400 شركة صينية، كثير منها لأول مرة.
صعوبات في جذب العملاء
ورغم هذا الحضور القوي، واجه المصنعون صعوبات كبيرة في جذب العملاء الإندونيسيين، حيث بدت العديد من الأجنحة الصينية شبه خالية مقارنة بنظيراتها المحلية، فيما بدا بعض مندوبي المبيعات مشغولين بتصفح هواتفهم بسبب ضعف الإقبال.
وتعكس هذه المؤشرات حجم التحديات التي تواجهها الصين في إعادة توجيه صادراتها نحو أسواق جديدة، في ظل استمرار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة ووجود عراقيل اقتصادية داخلية تهدد بتقويض جهود التحول، ما يجعل تحقيق التعافي الكامل أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.