بعد عقود من الغياب.. يهود سوريون يعودون لدمشق للصلاة في كنيس الإفرنج

بعد عقود من الغياب.. يهود سوريون يعودون لدمشق للصلاة في كنيس الإفرنج
يهود سوريون في كنيس الإفرنج بدمشق القديمة

أدى وفد من اليهود السوريين المقيمين في الولايات المتحدة الصلاة في كنيس الإفرنج في دمشق القديمة اليوم الثلاثاء، وذلك ضمن سلسلة من الزيارات التي تشهدها العاصمة السورية منذ الإطاحة بحكم بشار الأسد، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وتأتي الزيارة عقب إعلان رئيس الطائفة اليهودية في سوريا، بخور شمنطوب، عن تعرض مقبرة اليهود لاقتحام من قبل مجهولين الأسبوع الماضي، وقد قام هؤلاء بتخريب المنطقة القريبة من قبر الحاخام حاييم فيتال، أحد رموز التصوف اليهودي في سوريا.

ضم الوفد الزائر شخصيات بارزة، بينها الحاخام هنري حمرا، نجل يوسف حمرا، آخر حاخام غادر سوريا في التسعينيات، وكان هنري قد زار دمشق مع ابنه في فبراير الماضي، وذلك لأول مرة منذ مغادرته، وترأس الحاخام حمرا الصلاة في كنيس الإفرنج، الذي يعد واحداً من أكثر من عشرين معبداً يهودياً في سوريا.

زيارة أكبر في المستقبل

وقال فيكتور كميل، من الجالية اليهودية السورية في بروكلين، إن هذه الزيارة تأتي في إطار التحضير لزيارة أكبر إلى سوريا قريباً.

وأضاف: "نريد تجهيز الكنيس والمجتمع هنا لاستقبال الزوار، ونأمل أن تتحسن الأوضاع، ما يشجع الناس على التفكير في العودة أو زيارة البلاد".

أحيا الوفد في دمشق ذكرى وفاة الحاخام حاييم فيتال يوم الاثنين، في المقبرة التي تضم مرقده، وذلك بعد أسبوع من الاقتحام الذي تعرض له قبره.

وأشار كميل إلى أن الجالية اليهودية تأمل في معرفة هدف الحادث، بما إذا كان الهدف هو تدنيس قبر الحاخام أو مسه بطريقة أخرى.

أدان تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية حادث تدنيس قبر الحاخام حاييم فيتال، داعياً الحكومة السورية إلى تأمين الأماكن المقدسة اليهودية والمعابد والمقابر بشكل فوري، وأضاف شمنطوب في بيان له: "نشعر بصدمة وحزن عميقين إزاء تدنيس قبر الحاخام حاييم فيتال".

معاناة خلال النزاع

تعرض كنيس قديم في حي جوبر خلال سنوات النزاع للنهب والتدمير، كما انخفض عدد اليهود في سوريا من نحو خمسة آلاف إلى سبعة أشخاص مسنّين يقيمون حالياً في دمشق، بعدما كانت الطائفة تتمتع بحرية ممارسة شعائرها الدينية خلال حكم عائلة الأسد، إلا أن القيود على حركتهم فُرضت منذ عام 1992.

يعود وجود اليهود في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، حيث أسهموا في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية، ورغم التحديات التي مرت بها الطائفة في العصور الحديثة، إلا أن تراثهم الديني والثقافي لا يزال حاضراً في دمشق وحلب، حيث يُحتفظ بالعديد من المعابد والمقابر التي تشهد على تاريخهم الطويل في المنطقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية