تغير المناخ يهدد صحة العين.. دراسة إسبانية تحذر من أخطار جديدة
تغير المناخ يهدد صحة العين.. دراسة إسبانية تحذر من أخطار جديدة
كشفت دراسة طبية حديثة أعدها أطباء عيون في جنوب إسبانيا، اليوم الاثنين، عن تصاعد الأخطار الصحية التي يفرضها تغير المناخ على البصر، محذّرة من ارتباط واضح بين ظواهر الاحترار العالمي وبين زيادة معدلات الإصابة بأمراض العيون، وخاصة إعتام عدسة العين.
وبحسب ما نقلته مجلة Scientific Alert العلمية، أفاد فريق البحث بأن تغير المناخ لا يزيد فقط من أخطار الإصابة بضربات الشمس نتيجة لارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قد تتجاوز 40 درجة مئوية، بل يعطّل أيضًا التوازن البيولوجي في الجسم، ويؤثر بشكل مباشر في بروتينات عدسة العين، ما يؤدي إلى تشكّل عتامات تُسبب إعتام العدسة.
وأكدت الباحثة المشاركة في الدراسة، الطبيبة لوكاس، أن عدسة العين تتكوّن من بروتينات بلورية تحتاج إلى تنظيم دقيق حتى تبقى شفافة، لكن الجزيئات الناتجة عن الأوكسجين التفاعلي تدمر هذه البروتينات، مسببة تغيّرات غير قابلة للعكس، خاصة أن العدسة لا تملك آلية لإعادة توليد هذه البروتينات. كلما زاد تعرّض الفرد للحرارة، ارتفع خطر الإصابة بإعتام العدسة.
انتشار المرض في الشباب
ورغم أن إعتام عدسة العين يُصيب غالبًا الأشخاص فوق سن الستين، فإن الدراسة لفتت إلى تزايد نسب الإصابة بين من تراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا، خاصة في المناطق الزراعية حيث يكثر التعرض لأشعة الشمس.
وأشارت الدراسة إلى أن الاحترار العالمي يضاعف من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ليس فقط بسبب ازدياد الوقت الذي يقضيه الناس في الهواء الطلق، بل بسبب تغيرات في الغلاف الجوي تجعل هذه الأشعة أكثر نفاذية، خاصة في مناطق مثل كوستا ديل سول بجنوب إسبانيا.
وأوضحت لوكاس أن هذه الأشعة تتسبب في تفاعلات أكسدة تؤدي إلى إتلاف عدسة العين وDNA خلاياها.
أمراض مرتبطة بالمناخ
ورصدت الدراسة ارتفاعًا ملحوظًا في أمراض عين أخرى مرتبطة بتغير المناخ، مثل التهاب القرنية والظفرة والتهاب الملتحمة، مشيرة إلى أن درجات الحرارة فوق 28.7 درجة مئوية تزيد احتمال الإصابة بالتهاب الملتحمة بنسبة تصل إلى 16%، مقارنة بدرجات حرارة أكثر اعتدالًا.
وبيّن طبيب العيون مالك كاهوك من جامعة كولورادو أن ارتفاع مواسم التلقيح وزيادة نمو العفن -وهما ظاهرتان مرتبطتان بتغير المناخ- يعززان من انتشار التهابات العين التحسسية، ما يجعل أعين السكان عرضة لمزيد من المشكلات.
وأبرزت الدراسة التأثيرات غير المباشرة لتغير المناخ، مشيرة إلى أن الجفاف يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، وبالتالي نقص في عناصر غذائية أساسية مثل فيتامينات B1، B9، B12 والنحاس، وكلها عناصر ضرورية لصحة العصب البصري، كما يُجبر الجفاف السكان في بعض المناطق على استخدام مياه ملوثة، ما يزيد خطر العدوى العينية.
طرق الوقاية والتوصيات
وقدّمت الدراسة توصيات للحماية من هذه الأخطار، داعية إلى توفير الظل وأوقات الراحة للعاملين في الهواء الطلق، واستخدام قبعات مزودة بحاجب ونظارات شمسية مفلترة للأشعة فوق البنفسجية، إذ توفر هذه النظارات حماية إضافية تصل إلى 38% مقارنة بعدم استخدامها.