"أوبن إيه آي" تعرض مساعدة الدول لتطوير بنى الذكاء الاصطناعي
"أوبن إيه آي" تعرض مساعدة الدول لتطوير بنى الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية، اليوم الخميس، استعدادها لمساعدة الدول الراغبة في تطوير بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، بدعم مباشر من الحكومة الأمريكية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تقديم بديل ديمقراطي عالمي عن النفوذ الصيني المتزايد في هذا المجال الحيوي.
وأكدت الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرًا لها، أنها على استعداد لتقديم الدعم عبر مختلف مراحل بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدءًا من إنشاء مراكز البيانات، وصولاً إلى تزويد الدول بنسخ محلية من أداتها الشهيرة "تشات جي بي تي"، في خطوة تهدف لتعزيز قدرات الدول الحليفة تكنولوجيًا، وفق وكالة "فرانس برس".
ويأتي هذا الإعلان في إطار مشروع طموح أطلقته الشركة مطلع هذا العام تحت اسم "ستارغيت"، والذي يتوقع أن يشمل استثمارات بقيمة 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات، لبناء البنية التحتية الضرورية للذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي.
وتتكفل شركة "سوفت بنك" اليابانية بجزء كبير من هذا التمويل، ما يعكس تنسيقًا دوليًا واضحًا بين القطاعين الخاص والعام.
مواجهة النفوذ الصيني
وشددت "أوبن إيه آي" في بيانها الرسمي على أهمية دعم الدول التي تسعى إلى تطوير نُظم ذكاء اصطناعي ديمقراطية، ورفض الأنظمة التي تستخدم هذه التقنيات لتعزيز السلطوية والاستبداد، في إشارة مباشرة إلى النموذج الذي تسعى الصين إلى تصديره في هذا المجال.
وأضافت الشركة: "علينا في هذه المرحلة دعم الدول التي تفضل تطوير الذكاء الاصطناعي الديمقراطي، كبديل واضح من النسخ الاستبدادية"، مؤكدة أن هدفها هو توفير بنية تحتية آمنة تعزز حقوق الإنسان والحريات ضمن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويبدو أن إعلان "أوبن إيه آي" جاء كرد مباشر على تنامي النفوذ الصيني في قطاع الذكاء الاصطناعي، ولا سيما أن شركات مثل "بايدو"، و"هواوي"، و"ديب سيك" وسّعت أنشطتها خارج الصين، وسعت إلى ترسيخ حضورها في الأسواق الناشئة.
وأثارت "ديب سيك" -على وجه الخصوص- انتباهًا عالميًا عندما أعلنت عن تطوير روبوت محادثة منافس لـ"تشات جي بي تي"، بتكلفة منخفضة مقارنة بالمنتجات الأمريكية.
ذكاء اصطناعي بقيادة أمريكية
وتسعى "أوبن إيه آي" إلى التعاون مع عشر دول على الأقل مستعدة للاستثمار في مشروع "ستارغيت"، بهدف تأسيس تحالف عالمي بقيادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكشفت الشركة أنها تلقت بالفعل طلبات من عدة دول للمساعدة في إنشاء منظومات الذكاء الاصطناعي لديها، ما يعكس اهتمامًا عالميًا متزايدًا بتقنيات "أوبن إيه آي" مقابل الحلول الصينية المنافسة.
واختتمت الشركة بيانها بالتأكيد على استمرارها في تعزيز أمن وسلامة النماذج التوليدية التي تطورها، معتبرة ذلك "ضرورة لاحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان"، في إشارة إلى التزامها بالأطر الأخلاقية والتقنية التي تراعي خصوصيات المجتمعات وقيمها.