الاتحاد الأوروبي يرفع شكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد "رسوم ترامب"
الاتحاد الأوروبي يرفع شكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد "رسوم ترامب"
أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، عزمه رفع شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية، على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي وصفها التكتل بـ"الرسوم المتبادلة" المفروضة على السيارات وقطع غيارها.
وأكدت المفوضية الأوروبية في بيان رسمي، أن الاتحاد سيطلق إجراءات قانونية في إطار منظمة التجارة العالمية، تشمل "طلبًا رسميًا لإجراء مشاورات" مع واشنطن، باعتبار هذه الرسوم انتهاكًا لقواعد المنظمة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق التصعيد التجاري الذي اندلع خلال الـ100 يوم الأولى من ولاية ترامب، واستمر تأثيره حتى اليوم، رغم محاولات التهدئة.
وأشارت المفوضية إلى أن هذه الرسوم، التي طالت صادرات أوروبية من السيارات وقطع السيارات، ألحقت أضرارًا بالغة بقطاعات صناعية حيوية في أوروبا، ما دفع التكتل إلى اللجوء إلى المنظمة باعتبارها المرجع القانوني لحل النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء.
خلفية التوترات التجارية
بدأت هذه الأزمة من جانب الرئيس ترامب، الذي استخدم ذريعة "حماية الأمن القومي" لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، ثم توسع في استهداف قطاع السيارات، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من حلفاء واشنطن، لا سيما في أوروبا.
وبرر ترامب إجراءاته بأنها تهدف إلى إعادة التوازن للعلاقات التجارية وتحفيز الصناعة الأميركية.
وفي المقابل، عد الاتحاد الأوروبي استخدام الأمن القومي ذريعة لفرض رسوم تجارية، يمثل انحرافًا خطِرًا عن مبادئ التجارة الحرة، مشددًا على أن العلاقات بين الجانبين يجب أن تقوم على الحوار والالتزام بالقواعد المتفق عليها دوليًا.
المسار القانوني
بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، يُعدّ طلب المشاورات هو المرحلة الأولى من عملية تسوية النزاع، وإذا لم تُفضِ هذه المشاورات إلى حل خلال 60 يومًا، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يطلب تشكيل لجنة تحكيم للفصل في القضية.
ومن المتوقع أن تتفاعل الإدارة الأمريكية مع هذا التحرك الأوروبي، في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا جديدًا في النزاعات التجارية العالمية.