حالة طلاق في اليونان تثير الجدل حول الذكاء الاصطناعي والحياة الشخصية

حالة طلاق في اليونان تثير الجدل حول الذكاء الاصطناعي والحياة الشخصية
تشات جي بي تي - أرشيف

أقدمت سيدة يونانية على طلب الطلاق من زوجها في واحدة من أغرب القضايا التي شهدتها المحاكم أخيراً، بعد أن أخبرها روبوت ذكاء اصطناعي أن زوجها على علاقة بامرأة أخرى. 

وذكر موقع "أوديتي سنترال"، اليوم الأربعاء، بدأت القصة حين استخدمت الزوجة إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل نقشات القهوة في فنجانها، في محاكاة رقمية لممارسة "قراءة الفنجان" أو ما يعرف بـ tasseography، وهي ممارسة عريقة في التنجيم الشعبي.

وأثار التحليل المفاجئ للذكاء الاصطناعي دهشة الزوجة، إذ أخبرها الروبوت بأن زوجها يخونها مع امرأة يبدأ اسمها بحرف "E"، وأن تلك المرأة تسعى لتدمير حياتهما الزوجية. 

ورغم أن الزوج واجه الأمر بالسخرية والرفض التام للادعاءات، فإن الزوجة تعاملت مع التفسير الرقمي بجدية مطلقة، وطلبت منه مغادرة المنزل، وأبلغت أطفالهما برغبتها في الانفصال، كما سارعت بالتواصل مع محامٍ لترتيب إجراءات الطلاق.

"تنجيم رقمي" وطلاق فعلي

في غضون ثلاثة أيام فقط، فوجئ الزوج بتسلمه أوراق الطلاق رسمياً، وهو ما عده تطوراً صادماً وغير منطقي. 

وأوضح محامي الزوج أن الاتهامات الصادرة عن تطبيق ذكاء اصطناعي لا تمتلك أي أساس قانوني، ولا يمكن اعتبارها دليلاً على الخيانة الزوجية. 

وأشار إلى أن الزوجة لديها تاريخ من الهوس بالتنجيم والعرافة، وهو ما دفعها إلى تصديق قراءة الذكاء الاصطناعي دون أدلة واقعية.

جدل حول الذكاء الاصطناعي

أثارت هذه القضية موجة من الجدل في الأوساط اليونانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثيرون عن صدمتهم من مدى التغلغل العاطفي والنفسي للذكاء الاصطناعي في حياة الأفراد. 

وأكد مختصون أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في مسائل شخصية حساسة، مثل العلاقات العائلية والزواج، قد يؤدي إلى قرارات متهورة وغير مدروسة، خاصة عندما يتم التعامل مع التكنولوجيا كما لو كانت عرافاً رقمياً.

سلطت هذه الواقعة الضوء على الحاجة إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي، وضرورة توخي الحذر في التعامل مع نتائجه، خصوصاً في الأمور العاطفية التي تتطلب التحقق والتواصل الإنساني المباشر. 

ودعا خبراء علم النفس إلى تشجيع الحوار بين الأزواج بدلاً من الانجراف وراء تحليلات غير واقعية صادرة عن خوارزميات لا تفهم السياق الكامل للحياة الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية