إثيوبيا.. مبادرة بيئية تستهدف دوافع "الهجرة غير النظامية"

إثيوبيا.. مبادرة بيئية تستهدف دوافع "الهجرة غير النظامية"

بدأ أكثر من 120 شابًا محليًا وعائدًا مهاجرًا في مدينة ديري داوا الإثيوبية في جني دخل من مشروع إعادة تدوير البلاستيك وإنتاج السماد، الذي يهدف أيضًا إلى تقليل جاذبية الهجرة غير النظامية، وفقا لمنظمة الدولية للهجرة.

ويعد مشروع إدارة النفايات واحدا من 28 مشروعًا مجتمعيًا في إثيوبيا ممولة من قبل المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة، لاستهداف بعض دوافع الهجرة غير النظامية، بحماية المهاجرين وإعادة الإدماج في القرن الإفريقي.

وتهدف المبادرة إلى معالجة مشاكل البيئة والصحة العامة التي تسببها الكميات الكبيرة من النفايات البلاستيكية والعضوية غير المدارة.

ووفقا لمنظمة الهرة الدولية، بعد مرور 7 أشهر على المشروع، تم جمع 50 ألف كجم من الزجاجات البلاستيكية، بينما تم تحويل 200 ألف كجم من النفايات العضوية إلى سماد.

وتقع "ديرة داوا" على طريق العبور الرئيسي للهجرة إلى جيبوتي وما بعدها عبر البحر الأحمر إلى اليمن، مع شبه الجزيرة العربية، وهي الوجهة المقصودة.

ويعد الازدحام والتدهور البيئي في المدينة من العوامل الرئيسية المساهمة في الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى بطالة الشباب والافتقار العام لفرص كسب العيش.

وتقوم منظمة العمل الإيجابي من أجل التنمية (PAD)، وهي منظمة غير حكومية محلية، بتنفيذ مشروع إزالة النفايات بدعم من الشركاء الحكوميين، وتشمل مساهمتها نقل النفايات المجمعة إلى موقع المشروع.

قال المدير التنفيذي لشركة PAD، أتو جيرما أدماسو: "تم اختيار أعمال إعادة التدوير والسماد بسبب مزاياها المتعددة التي تشمل التوظيف وإدارة النفايات وحماية البيئة"، وأضاف "الطبيعة المبتكرة للغاية للمشروع -توليد الثروة من النفايات- لديها إمكانات كبيرة لحماية البيئة لمدينة ديرة داوا".

ومع بدء المشروع، تم توقيع اتفاقية تعاون مع مصنع خاص لإعادة تدوير البلاستيك وجمعية للمزارعين لتسهيل الروابط مع السوق.

وتمتلك شركات إعادة التدوير الموجودة في دير ديوا الآن مصدرًا جاهزًا للبلاستيك، بينما يتمتع المزارعون بإمكانية الوصول إلى مخزون كبير من الأسمدة العضوية، علاوة على ذلك، يتمتع المشروع بإمكانيات كبيرة للتوسع، وقامت شركة خاصة بتوفير آلات تشكيل وتشتري بدورها البلاستيك الذي تم فرزه أو تشكيله في زجاجات.

وتلقى المشاركون في المشروع تدريبًا غطى أيضًا ريادة الأعمال والادخار والعلامات التجارية والتسويق والعمل مع المعدات المقدمة.

من بينهم "يوهانس" البالغ من العمر 29 عامًا "أنا عائد.. قضيت عامين في جيبوتي تقريبًا أعيش في الشوارع، وأعمل في وظائف عشوائية.. لقد كنت مدمنًا وأعيش في طي النسيان".

يعيش "يوهانس" مع إخوته الثلاثة وأمه الذين يكسبون دخلًا من بيع الخبز والإينجيرا (خبز مسطح مخمّر، مصنوع تقليديًا من دقيق التيف)، وتقع مسؤولية إبقاء إخوته في المدرسة على كاهله.

يقول "يوهانس" "كانت خطتي هي الذهاب إلى دول الخليج، لكن أثناء وجودي في جيبوتي، سمعت عن مقتل بعض أصدقائي الذين كانوا قد انطلقوا قبلي يعتزمون عبور البحر الأحمر، لذلك عدت بدون نقود، لكنني كنت ممتنًا جدًا بعد لم شمل عائلتي".

تابع يوهانس: "لقد كان وقتًا عصيبًا للغاية في حياتي ولذا انضممت إلى هذا المشروع.. الآن، جنبًا إلى جنب مع الأعضاء الآخرين، نعمل بجد وقد بدأنا بالفعل في إنتاج السماد في السوق.. لدي أحلام كبيرة لهذا المشروع، أعلم أننا سنجعله كبيرًا قريبًا".

يذكر أن المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة، تم إطلاقها في ديسمبر 2016، بتمويل من الصندوق الاستئماني للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي (EU) لإفريقيا، وتجمع 26 دولة إفريقية في منطقة الساحل وبحيرة تشاد والقرن الإفريقي وشمال إفريقيا والاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة حول العالم، وهي تهدف إلى ضمان أن تكون الهجرة أكثر أمانًا وأكثر استنارة وأفضل حوكمة لكل من المهاجرين ومجتمعاتهم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية