استشهاد 50 فلسطينياً إثر غارات إسرائيلية على شمال غزة
استشهاد 50 فلسطينياً إثر غارات إسرائيلية على شمال غزة
استشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق مختلفة شمال قطاع غزة منذ منتصف ليل الجمعة، بحسب ما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، في تصعيد جديد للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تواصلت لساعات الفجر الأولى.
وأفاد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني، محمد المغير، لوكالة فرانس برس، بأن "عدد الشهداء نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف منازل المواطنين منتصف الليلة وحتى ساعات الصباح ارتفع إلى 50 شهيداً".
وأشار إلى أن الطواقم الميدانية ما زالت تعمل على انتشال الضحايا من تحت الركام في المناطق المستهدفة شمال القطاع، في ظروف معقدة للغاية نتيجة كثافة الغارات واستمرار التحليق.
ضحايا من النساء والأطفال
وأوضح مصدر طبي في المستشفى الإندونيسي الواقع شمال القطاع أن المشفى استقبل 30 شهيداً وعدداً كبيراً من الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، ما يعكس حجم الدمار الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية على الأحياء السكنية المكتظة، خصوصاً في منطقتي بيت لاهيا والسلاطين.
وبدوره، أكد محمد صالحة، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة في شمال غزة، أن المستشفى تعامل مع أكثر من 75 إصابة، بالإضافة إلى وصول 5 شهداء، ما شكل ضغطاً هائلاً على الطواقم الطبية التي تعاني أصلاً من نقص في الأدوية والمستلزمات.
وروى المواطن يوسف السلطان (40 عاماً)، وهو من سكان منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا، أنه نجا برفقة عائلته "بأعجوبة"، موضحاً أن "الاحتلال الإسرائيلي قصف المنزل المجاور لمنزلنا مباشرة على رؤوس ساكنيه".
وأضاف أن "أصوات الصواريخ والانفجارات كانت مرعبة، وحالة من الهلع غير مسبوقة عمّت الحي".
وأكد السلطان أن حركة نزوح كبيرة بدأت مع ساعات الليل، حيث ترك العشرات من السكان منازلهم خوفاً من الاستهداف، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة انهياراً كاملاً للبنية التحتية وصعوبة بالغة في تحرّك سيارات الإسعاف والدفاع المدني.
تصعيد رغم الكارثة الإنسانية
يأتي هذا التصعيد في وقت يُحذّر فيه المسؤولون الأمميون من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعاني المستشفيات من انهيار الخدمات الطبية، وتواجه مراكز الإيواء ظروفاً مأساوية وسط انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المياه والغذاء.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي، استشهد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، وشُرّد مئات الآلاف من منازلهم، وفق ما تؤكده مصادر حقوقية وأممية، وسط غياب أي أفق لوقف إطلاق النار أو استئناف جدي للمفاوضات.