نتنياهو يتوعد بتصعيد عسكري والسيطرة الكاملة على غزة
نتنياهو يتوعد بتصعيد عسكري والسيطرة الكاملة على غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أن قوات جيشه ستفرض سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، في تصريح يشير إلى تصعيد إضافي في العمليات العسكرية التي تستهدف القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأكد نتنياهو، في شريط مصور نشره عبر قناته على تطبيق "تلغرام"، أن "القتال شديد ونحن نحقق تقدماً"، مشدداً على أن "إسرائيل ستسيطر على كامل مساحة القطاع"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأضاف: "لن نستسلم، غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له".
ويأتي هذا التصريح في وقت تشن فيه القوات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة وتوسّع من عملياتها البرية، خاصة في مناطق جنوب غزة حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة مع مقاتلي حركة حماس.
ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها إشارة إلى استمرار الهجوم الواسع الذي تنفّذه إسرائيل، رغم تصاعد الانتقادات الدولية والمخاوف الإنسانية.
ردود فعل دولية
وأثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية ومراقبين دوليين، اعتبروا أن هذا الإعلان يُنذر بتحوّل الحرب إلى مرحلة أكثر دموية.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت مراراً من أن العمليات الإسرائيلية تعرض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر، وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى سكان القطاع، الذين يعانون من أوضاع كارثية.
وتعيش غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 تحت وطأة الحصار والهجمات المستمرة، ما أدى إلى دمار واسع في البنى التحتية وسقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، بحسب تقارير وزارة الصحة في غزة.
أهداف إسرائيلية استراتيجية
وبحسب محللين عسكريين، فإن تصريحات نتنياهو تعكس رغبة إسرائيل في حسم المعركة ميدانياً قبل التوصل إلى أي اتفاق سياسي. ويُرجح أن يكون الهدف هو تفكيك ما تبقى من القدرات العسكرية لحركة حماس، وضمان عدم عودة حكمها إلى القطاع.
لكن هذه الاستراتيجية، وفق مراقبين، قد تؤدي إلى توسيع الفجوة مع المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل الانتقادات المتزايدة من جانب الولايات المتحدة وشركاء إسرائيل الأوروبيين الذين دعوا مراراً إلى وقف إطلاق النار، وإيجاد مخرج سياسي للصراع.
ورغم تصريحات نتنياهو، يرى محللون أن السيطرة الكاملة على قطاع غزة ليست بالأمر السهل، نظراً للتضاريس المعقدة، والمقاومة الشرسة التي تبديها الفصائل الفلسطينية المسلحة، إلى جانب التكلفة الإنسانية العالية التي تُلقي بظلالها على صورة إسرائيل الدولية.
المحادثات بشأن التهدئة
ولا تزال المحادثات بشأن التهدئة متعثرة، في حين يستمر القتال في معظم مناطق القطاع، وسط انقطاع في الخدمات الأساسية، ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطق غير مؤهلة للعيش.
ويُخشى أن تؤدي السياسات الإسرائيلية الحالية إلى إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، دون ضمان تحقيق أي مكاسب استراتيجية مستدامة على الأرض.