خبير أممي: استهداف البنية التحتية في السودان يهدد حياة المدنيين

خبير أممي: استهداف البنية التحتية في السودان يهدد حياة المدنيين
نازحون سودانيون

أعرب رضوان نويصر، الخبير الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، عن قلقه العميق من تصاعد الهجمات على ولاية البحر الأحمر، وخاصة مدينة بورتسودان، محذراً من أن هذا التصعيد يفاقم الكارثة الإنسانية ويعرض حياة المدنيين للخطر.

ووصف نويصر، في بيان أمس الاثنين، الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة التي استهدفت بورتسودان بأنها تصعيد حاد ينذر بمرحلة أكثر دموية للصراع، معتبراً أن استخدام هذا النوع من الأسلحة ضد أهداف مدنية يفتح باباً لمزيد من الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن بورتسودان، التي كانت منذ بداية الحرب ملاذاً للنازحين وممراً حيوياً للمساعدات، أصبحت الآن عرضة للقصف والاستهداف المتكرر، مما يُفقدها دورها الإنساني.

البنية التحتية تحت النار

اتهم نويصر قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجمات التي طالت منشآت مدنية حيوية، منها محطة الكهرباء الرئيسية، ومستودعات للوقود والغاز، إضافة إلى المطار الدولي. وأوضح أن عدداً من هذه الضربات وقع في مناطق مكتظة بالسكان، ما دفع أعداداً إضافية من النازحين إلى النزوح مرة أخرى.

وشدد في بيانه على أن هذه الهجمات المتكررة "تعرّض حياة المدنيين للخطر، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتقوّض الحقوق الأساسية للإنسان".

سلّط نويصر الضوء على الانقطاع الواسع في التيار الكهربائي وأثره المباشر في إمدادات الوقود، ما يهدد إمكانية حصول السكان على الغذاء والماء والخدمات الصحية. وأشار إلى أن بعض المرافق الطبية في بورتسودان وكسلا بدأت بالفعل في العمل بقدرة منخفضة بسبب الأزمة.

كما أكد أن هذه الهجمات تشكل جزءاً من نمط تصاعدي لاستهداف البنى التحتية في ولايات أخرى، بينها الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض.

دعوة لاحترام القانون الدولي

عبّر الخبير الأممي عن إحباطه من استمرار تدمير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، مشيراً إلى أن هذه المنشآت محمية بموجب القانون الدولي ولا يجوز استهدافها تحت أي ذريعة.

وختم بدعوة صريحة لجميع أطراف النزاع في السودان إلى الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، مطالباً بوقف فوري للهجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية، واحترام مبدأي التناسب والحيطة في العمليات العسكرية.

اندلع الصراع في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأدى إلى تدهور واسع في الوضع الأمني والإنساني، مع انتقال المواجهات إلى شرق البلاد، وخصوصاً بورتسودان، باتت المناطق التي كانت تعد آمنة سابقاً تواجه تهديداً مباشراً.

وتعد بورتسودان نقطة استراتيجية لاستقبال المساعدات الإنسانية، ومقراً مؤقتاً للعديد من المؤسسات الحكومية بعد انهيار الوضع في العاصمة الخرطوم، ومع تصاعد الاستهداف للبنية التحتية، يزداد القلق من انزلاق البلاد نحو فوضى شاملة تهدد بتمزيق ما تبقى من المؤسسات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية