هنا يلتقي معه الإخوان.. حيثيات البرهان لحُكم السودان!
هنا يلتقي معه الإخوان.. حيثيات البرهان لحُكم السودان!
هنا يلتقي معه الإخوان:
حيثيات البرهان لحُكم السودان..
الإيجار من الباطن..
ظاهر الأشياء يحكي، وعليه فلا بأس من أنْ نحلل (توجهات قائد الجيش) بنصف الكوب المملوء، دون أنْ نلقي بالاً لتناقضاته (وطموحاته) وتحالفاته!
في كُلِّ زيارات البرهان الخارجية -وخاصةً في السعودية ومصر- دائماً ما تؤكد له هاتان الدولتان الشقيقتان حرصهما على رغبة الشعب السوداني، واحترام إرادته في التغيير.
أضف إلى ذلك أنَّ الإمارات كانت نشيطة جداً في (الاتفاق الإطاري) الداعي لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر.
البرهان يعلم جيداً أنَّ (الإخوان المسلمين) ممقوتون، وأنهم همُ الذين بذروا نواة الإرهاب في العالم بشكل عام، والعالَمين العربي والإسلامي بشكل خاص.
فقد احتضن نظام البشير في سنواته الأولى هاربين من دولهم ينتمون لجماعات إسلامية متطرفة؛ بن لادن عاش (واستثمر) في السودان، وعُمر عبد الرحمن كان موجوداً في السُّودان بمعية أيمن الظواهري، وراشد الغنوشي، وقد خرجوا بجوازات سودانية إلى أمريكا وأفغانستان ولندن.
حتى الهارب الدولي كارلوس جاء وعاش في بلادنا لسنين عدداً!
ولما كان الواجب يقتضي أنْ يكون موقف السودان السليم الانحياز للإجماع العربي والإسلامي والدولي إلى جانب الكويت في عدوان واحتلال صدام حسين لها عام 1990م، كان الموقف مستوحى من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالوقوف مع الطاغية صدام حسين في جريمة بائنة!
فجَنحَ (إخوان السودان) للموقف الحركي على حساب الموقف الديني الأخلاقي..
………………………..
إذن هل يأذن السودانيون بعودة هؤلاء، وهل يطمئن الإقليم والعالم لذلك، ويعيد عجلة التاريخ للخلف..
هل يقبل السودانيون القهقرى إلى مربع الأزمات والعُزلة، فضلاً عن عهد الفساد والضيق الاِقتصادي المقيت، وانهيار التعليم، ورهق الصحة والعلاج.
هذه النقطة يدركها البرهان جيداً، وقد كانت حاضرة في جُل زياراته الخارجية، بيد أنها ظلت من ضمن تعهداته؛ لذلك دعونا نصدق تصريحه الشهير تجاه حزب النظام المخلوع: (ابعدوا عن الجيش.. ويكفي أنكم حكمتم السودان ثلاثين عاماً).
ولكن علينا بوقفة، فهناك نقطة ثانية خطِرة جديرة بالتأمل، وهي وقوع البرهان تحت تأثير المقولة المأثورة: (لا بريدك.. ولا بحمل بلاك)!
فهو لا يريد الإخوان، ولكنه يحتاج لهم في حربه مع غريمه حميدتي.
كيف نقرأ (تعهداته مع طموحاته)؟
هناك مؤشرات تدل على أنَّ الرجل راغب في الحُكم، ليس لأنَّه تواق لتحقيق حلم والده فحسب، بل لأسباب نفسية بحتة؛ فهو يخشى أن تفتح السُّلطة المدنية (الحقيقية) كلَّ الملفات، ومن ضمنها:
-جرائم دارفور، إبان الحرب التي اشتعلت عام 2003.
-جريمة فض الاعتصام في 29 رمضان 1440هجرية.
-جرائم قتل المتظاهرين، في المليونيات، وحراكها حتى قبيل اندلاع الحرب.
-ثُمَ التحقيق حول اندلاع حرب 15 أبريل 2023م، أسبابها وخسائرها وانتهاكاتها!
ولكن من الضروي جداً أنْ نتمحص ونتفحص فيما قاله البرهان لحميدتي (شهرعسلذاك)، حينما نبهه الأخير لعواقب انقلاب 25 أكتوبر، وإغلاق الميناء، واعتصام الموز، وخطر كل ذلك على البلاد..
فماذا كان رد البرهان؟!
. قال بالنص: (بتجينا راجعة)!
ويقصد السُّلطة!
برهان طامح في الحُكم، والإخوان مستعدون للتعامل معه (من الباطن)، بمقايضة بقائهم في الحياة والمحافظة على ما استرجعه لهم من أموال وعقارات!
فهل ينحاز البرهان لطموحات السودانيين، أم سيركن إلى متاهة جديدة للإخوان المسلمين؟