"اليونيسف": مليون طفل في الخرطوم مهددون بالكوليرا وسط تفاقم الأزمة

"اليونيسف": مليون طفل في الخرطوم مهددون بالكوليرا وسط تفاقم الأزمة
عيادة صحية في السودان - أرشيفية

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من خطرٍ متزايد يُهدد أكثر من مليون طفل في ولاية الخرطوم بالسودان نتيجة تفشي وباء الكوليرا، مشيرةً إلى أن عدد الحالات زاد تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط.

وأشارت اليونيسف في بيان يوم الأربعاء إلى أن نحو 34 ألف شخص عادوا إلى ديارهم في الولاية منذ مطلع العام، لكنهم رجعوا إلى مناطق تفتقر إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والخدمات الأساسية، ما أدى إلى تفاقم انتشار العدوى وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأوضحت أن الهجمات المتكررة على محطات توليد الكهرباء خلال الشهر الماضي تسببت في انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، ما أدى إلى نقص حاد في المياه، وأجبر العائلات على جمع المياه من مصادر ملوثة، ما زاد من احتمالات الإصابة بالكوليرا وأمراض قاتلة أخرى منقولة عبر المياه.

سباق ضد الزمن للإنقاذ

قال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يات، إن الأطفال في الخرطوم يواجهون "تهديداً مزدوجاً يتمثل في الكوليرا وسوء التغذية، وكلاهما يمكن الوقاية منه وعلاجه، بشرط الوصول إليهم في الوقت المناسب".

وأكد أن اليونيسف وشركاءها يسابقون الزمن لتقديم الرعاية الصحية والتغذية والمياه النظيفة إلى الفئات الأكثر عرضة، محذّراً من أن تأخر الاستجابة قد يُفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي.

ونفّذت المنظمة استجابة متعددة الجوانب، شملت توزيع مواد كيميائية لتعقيم المياه المنزلية، ونشر أجهزة الكلور في نقاط المياه، بالإضافة إلى حملات توعية مجتمعية حول الوقاية من المرض.

وأعلنت اليونيسف أنها قدمت أكثر من 13.7 مليون جرعة لقاح فموي للكوليرا منذ 2023، منها 9.2 مليون جرعة خلال عام 2024. كما أكدت أن دفعة جديدة تضم نحو 3 ملايين جرعة ستصل بحلول نهاية الشهر الجاري، لتُوزع على المناطق الأكثر تضرراً في الخرطوم وشمال كردفان.

رغم ذلك، حذّرت المنظمة من نقص تمويلي حاد، مشيرة إلى أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 3.2 مليون دولار إضافية لتمويل الاستجابة الطارئة للكوليرا في ولاية الخرطوم.

تصاعد في الإصابات والوفيات

وكانت السلطات الصحية السودانية قد أفادت بأن عدد الإصابات المسجلة تجاوز 7700 حالة منذ بداية العام، منها أكثر من 1000 إصابة في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، إلى جانب 185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في ولاية الخرطوم وحدها.

وسُجّل ارتفاع حاد في معدل الإصابات اليومية بين 15 و25 مايو، حيث قفز الرقم من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة، ما دفع المنظمات الإنسانية إلى رفع مستوى التأهب والاستجابة.

ويشهد السودان، منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، انهيارًا شبه كامل في النظام الصحي، ما سمح للأمراض الوبائية بالانتشار السريع، وأعلنت السلطات الصحية رسمياً تفشي الكوليرا في 12 أغسطس 2024.

ومنذ ذلك الحين تم تسجيل أكثر من 65 ألف إصابة و1700 وفاة في 12 من أصل 18 ولاية، ويأتي هذا في وقت يعاني فيه الملايين من النزوح، الجوع، وانعدام الخدمات الأساسية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع ويجعل الاستجابة الإنسانية أكثر صعوبة، وأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية