الاتحاد الأوروبي يضاعف جهوده لتجنب حرب تجارية مع واشنطن

أكّد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، اليوم الجمعة، أن الاتحاد "منخرط بالكامل" في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتفادي فرض رسوم جمركية شاملة، وذلك في أعقاب حكم قضائي أمريكي اعتبر أن بعض هذه التدابير التجارية غير دستورية.

وأوضح سيفكوفيتش عبر منشور على منصة "إكس"، أن المفوضية تستثمر الوقت والجهد بالكامل لتقديم حلول مستقبلية بناءة، مشددا على أن هذا المسار يمثل "أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي"، مضيفا: "نحن على تواصل دائم" مع الجانب الأمريكي.

وأشار مسؤول في الاتحاد الأوروبي إلى أن سيفكوفيتش قد يعقد لقاءات مباشرة مع نظرائه الأمريكيين الأسبوع المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، في محاولة لنزع فتيل التوتر التجاري المتصاعد بين الطرفين.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية بعد اتصال هاتفي جرى الخميس بين سيفكوفيتش ووزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك، وذلك في ظل أجواء من القلق والتأهب على ضفتي الأطلسي عقب التطورات القضائية والإدارية الأخيرة في واشنطن.

تضارب قضائي 

رفض سيفكوفيتش التعليق بشكل مباشر على قرار محكمة التجارة الدولية الأمريكية الصادر يوم الأربعاء، والذي علق معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، واعتبرها غير دستورية. 

لكن في اليوم التالي، أصدرت محكمة الاستئناف قرارًا مؤقتًا بإبقاء رسوم الاستيراد، ما يتيح للسلطات الأمريكية مواصلة إجراءات الاستئناف، ويؤجل حسم هذا الجدل القضائي والسياسي.

وتواصل المفوضية الأوروبية من جانبها العمل بهدوء لتفادي تصعيد إضافي، في وقت يلوّح فيه ترامب بإعادة فرض رسوم جمركية ضخمة على سلع أوروبية.

تهديدات متجددة من ترامب

كان ترامب قد هدد يوم الجمعة الماضي بفرض رسوم باهظة على صادرات الاتحاد الأوروبي، متهما بروكسل بتعطيل المحادثات وعدم إحراز أي تقدم يُذكر، لكنه عاد وقرر تأجيلها حتى 9 يوليو المقبل لإتاحة الوقت للمفاوضات. 

وتشمل الرسوم التي هدد بها ترامب فرض نسبة 25% على منتجات استراتيجية مثل السيارات والصلب والألمنيوم، وهو ما قد يتسبب في تصعيد تجاري غير مسبوق بين الطرفين.

وتكثف الجانبان الأوروبي والأمريكي اتصالاتهم منذ مطلع الأسبوع، إذ أجرى سيفكوفيتش –بحسب تصريحاته السابقة– اتصالات متعددة مع نظرائه في واشنطن يومي الجمعة والسبت والاثنين، في محاولة لتقريب وجهات النظر.

وتسعى المفوضية الأوروبية، التي تتفاوض نيابة عن الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، إلى التوصل إلى اتفاق متوازن يعيد الاستقرار إلى العلاقات التجارية مع واشنطن، ويمنع انزلاق الوضع نحو مواجهة اقتصادية جديدة قد تهدد الاقتصاد العالمي المتباطئ.