استفزاز متعمد.. آليات عسكرية إسرائيلية تصدم حافلة حجاج في جنين

استفزاز متعمد.. آليات عسكرية إسرائيلية تصدم حافلة حجاج في جنين
قوات إسرائيلية تقتحم الضفة الغربية

ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، استفزازًا عسكريًا خطرًا في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، حين قامت آليات مصفحة بصدم حافلة تقل حجاجًا فلسطينيين، في حادثة أثارت حالة من الهلع والرعب بين الركاب والمارة، واقتصرت الأضرار على الجوانب المادية دون وقوع إصابات بشرية.

ووثق مقطع فيديو تداولته منصات فلسطينية وحقوقية، لحظة اصطدام مركبة عسكرية إسرائيلية ضخمة بمؤخرة حافلة صغيرة كانت تقل حجاجًا في طريقهم على إحدى طرق جنين الرئيسية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". 

وأظهر المقطع حالة الذعر الشديد التي انتابت الركاب والمشاة عقب الاصطدام المباغت، ما دفع الركاب إلى فتح أبواب الحافلة والنزول منها بسرعة، خشية تعرضهم لإصابة أو تفاقم التصعيد العسكري في المكان.

وأظهر المقطع قيام آلية إسرائيلية أخرى بتكرار التحرش بالمركبة المدنية من جهة جانبية، في مشهد وُصف بأنه "إرهاب ميداني متعمد" بحق مدنيين عزّل، في تنافٍ صارخ مع القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين في مناطق النزاع.

نساء يواجهن المدرعات

لم يكتفِ جنود الجيش الإسرائيلي بهذا التصعيد غير المبرر، بل واصلوا التحرك بعنف تجاه الحافلة التي تحطمت أجزاء من هيكلها الخارجي، ما دفع عددًا من النساء الفلسطينيات إلى الوقوف بأجسادهن كحاجز بشري بين المركبة المدنية والآليات العسكرية، محاولةً منع وقوع مزيد من الضرر أو الرعب في صفوف الركاب.

وأظهرت المشاهد إصرار النساء الفلسطينيات على حماية الحافلة والركاب، وسط صيحات الاحتجاج، في لحظة جسّدت الصمود الشعبي أمام الممارسات العسكرية اليومية التي تطول سكان الضفة الغربية.

يأتي هذا الحادث الاستفزازي في سياق تصاعد الانتهاكات اليومية التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في جنين ومناطق أخرى من الضفة الغربية، والتي تشمل عمليات اقتحام مفاجئة، واستهداف للمنازل والبنية التحتية، والاعتداء على المدنيين خلال تنقلهم أو وجودهم في الأماكن العامة.

وتُعد مدينة جنين من أكثر المدن الفلسطينية استهدافًا خلال العامين الماضيين، بسبب موقعها الجغرافي القريب من مناطق التماس، وارتباطها بنشاطات مقاومة الجيش الإسرائيلي، ما جعلها تحت وطأة حصار متكرر وعمليات اقتحام دامية خلفت عشرات الشهداء والجرحى، خاصة منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023.

دعوات لمحاسبة دولية

أثار الحادث إدانات واسعة من قبل مؤسسات حقوقية فلسطينية، طالبت بتدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين الفلسطينيين، وفتح تحقيق فوري في الحادث الذي يرقى، وفق وصفهم، إلى جريمة ترهيب منظم ضد فئة ضعيفة لا تشكل أي تهديد أمني.

ودعت شخصيات مجتمعية ومنظمات دولية إلى إرسال لجان مراقبة إلى الضفة الغربية، وخصوصًا مناطق التماس مثل جنين ونابلس وطولكرم، لتوثيق هذه الانتهاكات المتكررة والعمل على محاسبة المسؤولين عنها، خاصة في ظل الصمت الدولي المستمر تجاه الانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية