اعتقالات وتخريب في باريس بعد نهائي دوري أبطال أوروبا

اعتقالات وتخريب في باريس بعد نهائي دوري أبطال أوروبا
أضرار مادية واعتقالات بعد أعمال شغب عقب نهائي دوري أبطال أوروبا

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مساء السبت، موجة من العنف والاضطرابات عقب تتويج نادي باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، إثر فوزه الساحق على إنتر ميلان الإيطالي بخمسة أهداف دون مقابل. 

وتحولت الاحتفالات بالانتصار إلى اشتباكات عنيفة بين مشجعين غاضبين وقوات الأمن، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة واعتقال المئات من المتورطين في أعمال الشغب.

اندلعت الاشتباكات في مناطق متفرقة من العاصمة فور انتهاء المباراة، حيث عمد عدد من المشاغبين إلى رشق الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وإطلاق ألعاب نارية باتجاه رجال الأمن. 

وردت الشرطة الفرنسية باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة، ونجحت في احتواء الاشتباكات بعد ساعات من المواجهة.

أعلنت وزارة الداخلية أن قوات الأمن اعتقلت 294 شخصًا على الأقل، شاركوا في أحداث الشغب، والتي تركزت بشكل خاص في محيط شارع الشانزليزيه وساحة الكونكورد، وهما من أبرز مناطق التجمع الجماهيري في العاصمة.

نهب متاجر واحتراق سيارات

سُجلت حالات واسعة من التخريب والنهب طالت عددًا من المحال التجارية، كما تعرضت مرافق عامة للدمار، بينها مواقف سيارات ومحطات حافلات. 

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارات مدنية محترقة ودخانًا كثيفًا يتصاعد من مناطق متفرقة، في مشاهد أثارت استياءً عامًا داخل وخارج فرنسا.

ورُفع خلال الأحداث عدد من الأعلام لدول عربية دون تفسير واضح لأهداف هذه التصرفات، وهو ما فتح باب التكهنات حول وجود بُعد سياسي أو هوياتي في بعض المظاهرات التي خرجت عن إطار الاحتفال الرياضي.

فرحة تتبدد في الفوضى

جاء التتويج التاريخي لنادي باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال كمحطة مفصلية في مسيرة النادي، حيث أحرز اللقب للمرة الأولى منذ تأسيسه، بعد أداء مذهل أمام خصم بحجم إنتر ميلان، أحد عمالقة الكرة الأوروبية. 

ومع ذلك، تحوّلت الفرحة إلى فوضى في بعض الأحياء الباريسية، بسبب تصرفات قلة من المتظاهرين.

وأعربت بلدية باريس عن أسفها الشديد للأحداث التي رافقت الاحتفالات، وأكدت أن التحقيقات جارية لتحديد المتسببين في أعمال النهب والتخريب، بالتنسيق مع الشرطة.

توتر بعد الانتصارات الرياضية

ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها باريس أحداث عنف عقب مباريات كبرى، فقد عرفت المدينة في السنوات الماضية مظاهر مماثلة من الفوضى تزامنًا مع انتصارات رياضية محلية أو أوروبية، ما يطرح علامات استفهام حول إدارة الأمن الجماهيري وتوظيف المناسبات الرياضية في إثارة الشغب.

ويُتوقع أن تُثير الأحداث الأخيرة جدلاً سياسيًا وإعلاميًا واسعًا، خاصة في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بفرض إجراءات أمنية أكثر صرامة خلال المناسبات الرياضية الكبرى، وتعزيز الرقابة على السلوك الجماهيري في الشوارع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية