قصف لا يرحم الصغار.. طبيبة بريطانية في غزة: أتعامل مع أطفال مبتوري الأعضاء يومياً
قصف لا يرحم الصغار.. طبيبة بريطانية في غزة: أتعامل مع أطفال مبتوري الأعضاء يومياً
قالت الطبيبة البريطانية فيكتوريا روز، البالغة من العمر 53 عامًا، إنها تشهد في كل يوم خلال وجودها بقطاع غزة "فيضاناً من الأطفال المصابين"، معظمهم جرحى نتيجة قصف إسرائيلي، تعرضوا لبتر أذرع أو سيقان أو أيدٍ، وأحياناً أكثر من ذلك.
قصص تفطر القلب من غرفة الطوارئ
في مقابلة نشرتها صحيفة "صاندي تايمز" الاثنين، روت الصحفية كريستينا لامب عن جولتها مع الدكتورة روز في غزة، وقالت: "أول من استقبلناها كانت طفلة عمرها ستة أعوام فقدت خدها وكتفها، ثم جاءت رضيعة، ثم طفل في الثالثة فقد والديه، وآخر في الحادية عشرة فقد جميع إخوته التسعة".
وأضافت الطبيبة البريطانية: "معظم الحالات التي أتعامل معها في المستشفى هي لأطفال صغار أصيبوا في تفجيرات.. هناك أطراف ممزقة، أجساد صغيرة مدمرة، ودموع لا تتوقف".
عمل متواصل.. وقصف لا يرحم
أوضحت روز أنها تعمل لساعات طويلة يوميًا تمتد حتى الحادية عشرة مساءً، ثم تحاول النوم في المهجع النسائي خلف وحدة العناية الفائقة. لكنها نادراً ما تنام بعمق، إذ يبدأ القصف الإسرائيلي، بحسب قولها، عادة في الرابعة صباحًا.
وفي صباح السبت، نشرت الطبيبة عبر تطبيق "تليغرام" أن "القصف الإسرائيلي كان كثيفًا إلى درجة أن الدخان غطى السماء بالكامل، لم أعد أراها عندما خرجت في السادسة صباحاً".
وفي مكالمة هاتفية خلال المقابلة، قالت الطبيبة وهي تصرخ: "يا إلهي! انفجرت قنبلة ضخمة للتو، كان صوتها مرعباً".
توثيق تحت النار
رغم الخطر المتواصل وساعات العمل الطويلة، تحرص الطبيبة على توثيق يومياتها عبر "تليغرام"، في ظل حظر إسرائيل لدخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع، وأكدت أن ما تنقله من صور وشهادات يهدف إلى كشف ما يحدث للعالم، بعدما أُغلق الإعلام عن غزة.
الوضع "أسوأ من أغسطس"
وصفت الطبيبة رحلتها السابقة إلى غزة في أغسطس الماضي بأنها كانت "سيئة"، لكنها أضافت: "ما أراه الآن أسوأ بكثير.. لم أرَ هذا الكم من الإصابات في الأطفال من قبل في أي منطقة حرب عملت بها".
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا شاملة على قطاع غزة، تسببت في استشهاد أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وأدت إلى دمار واسع في البنية التحتية، ووقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط اتهامات دولية متصاعدة لإسرائيل باستخدام سياسات تجويع ممنهجة، وقصف عشوائي ضد المدنيين، لا سيما النساء والأطفال.