استراتيجية أوروبية لتعزيز مرونة المياه في مواجهة تغير المناخ

كشفت المفوضية الأوروبية عن استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز مرونة أنظمة المياه في الاتحاد الأوروبي، في ظل تفاقم أزمة المياه بفعل التغير المناخي وسوء الاستخدام. 

ودعت المفوضية في بيان لها، اليوم الأربعاء، إلى تحسين كفاءة استخدام المياه بنسبة لا تقل عن 10% بحلول عام 2030، وتشمل المقترحات تحديث البنية التحتية وتقليل التسربات.

وأعلنت المفوضية أن بنك الاستثمار الأوروبي سيضخ أكثر من 15 مليار يورو خلال الفترة بين 2025 و2027 لتعزيز مرونة المياه. كما تقرر إطلاق مبادرة عامة-خاصة عام 2027 للكشف عن الملوثات الكيميائية المزمنة ومعالجتها.

انتقادات بسبب غياب الإلزام

تعرضت الاستراتيجية لانتقادات من منظمات بيئية ونواب أوروبيين، بسبب افتقارها إلى التزامات ملزمة وتمويل كافٍ. واعتبرت منظمات مثل "ليفينج ريفرز أوروبا" أن الاستراتيجية تفتقر للجدية رغم تصاعد أزمة الجفاف والتلوث.

وسجلت أوروبا في مايو الماضي أعلى معدلات الجفاف منذ بدء الرصد عام 2012، حيث تأثرت 53% من أراضي القارة. وشهدت دول مثل إسبانيا والبرتغال وسلوفينيا وبلغاريا تدهورًا حادًا في مستويات المياه، مما أثر على المحاصيل وأدى إلى خسائر مالية للمزارعين.

الزراعة والطاقة أكبر المستهلكين

أظهرت البيانات أن 36% من المياه تُستخدم في تبريد محطات الطاقة، و29% في الزراعة، في حين يُفقد نحو 23% من المياه المعالجة بسبب التسربات، في ظل تفاوت كبير بين الدول الأعضاء.

وأشار تقرير المفوضية إلى أن تغير المناخ لا يسبب فقط الجفاف، بل أيضًا فيضانات مدمرة كما حدث في إيطاليا وسويسرا وإسبانيا ورومانيا. 

وحذرت السلطات الرومانية من أن موجات الطقس القاسي باتت أكثر تواترًا، داعية إلى الاستثمار في بنى تحتية مرنة وآمنة.