إيرانيون يطالبون بالانتقام بعد الضربة الإسرائيلية

إيرانيون يطالبون بالانتقام بعد الضربة الإسرائيلية
مواطن إيراني يطالب بالرد على هجمات إسرائيل

 

دعا إيرانيون في طهران ومدن أخرى الجمعة إلى الرد الفوري والحازم على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع نووية وعسكرية، وأودى بحياة عدد من كبار ضباط الجمهورية الإسلامية وعلمائها، في تصعيد غير مسبوق فجّر الغضب الشعبي وسط مشاعر الحزن والخوف.

خرج عباس أحمدي، موظف في الخمسين من عمره، عن صمته في أحد شوارع طهران، قائلاً بغضب: "لا يمكننا السماح لهذا الوغد نتنياهو بأن يستمر، وإلا سنصبح مثل غزة".. وواصل بصوت مرتفع وسط الشوارع الهادئة بفعل عطلة عيد الغدير، "على إيران أن ترد، أن تفعل شيئًا، وبسرعة"، بحسب فرانس برس.

مظاهرات شعبية و"الموت لإسرائيل"

تظاهر مئات الإيرانيين في وسط طهران قرب المباني الحكومية، مردّدين "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا"، ورفعوا الأعلام الإيرانية وصور المرشد الأعلى علي خامنئي، بينما بثّ التلفزيون الرسمي صورًا لمظاهرات مماثلة في مدن أخرى.

خوف جماعي في ظل الدمار

توجه المواطنون إلى محطات الوقود وشكّلوا طوابير طويلة تحسبًا لأي أزمة قادمة، وفي حي نوبنياد الراقي، ظلت النيران مشتعلة في مبانٍ سكنية متضررة بفعل القصف، بينما عمل رجال الإنقاذ وسط أنقاض تحت رقابة أمنية مشددة، وسط بكاء العائلات ومشاهد الحزن.

عبّر المتقاعد أحمد معادي عن قلقه العميق قائلاً: "كإيراني، أعتقد أننا بحاجة إلى رد ساحق ومدوٍ"، وأردف "لقد قتلوا علماءنا، أساتذتنا.. والآن يريدون التفاوض؟ أي منطق هذا؟".

خسائر عسكرية

أعلنت طهران مقتل ستة من علماء برنامجها النووي، إلى جانب الجنرال محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، والجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، وهي خسائر اعتُبرت ضربة قاسية للمؤسسة العسكرية الإيرانية.

مأزق المفاوضات

جاءت الضربة قبل أيام من جولة مفاوضات نووية مرتقبة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان، والآن، يُخيم الغموض على مصير تلك المحادثات، في ظل تصلب المواقف، فواشنطن تطالب بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، بينما تصر طهران على حقها في الطاقة النووية السلمية.

أصوات غاضبة وأخرى تأمل بالهدوء

قال المواطن أحمد رزاقي (56 عامًا) إن "حرمان إيران من قدراتها النووية أمر غير مقبول"، بينما عبّرت الممرضة فرنوش رضائي عن أملها في أن يكون الهجوم "آخر فصول العدوان"، مضيفة: "إن شاء الله، سننعم بالقليل من السلام".

وقد شنت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025، سلسلة ضربات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع نووية وعسكرية في إيران، أبرزها منشأة نطنز، ضمن عملية أطلقت عليها اسم "قوة الأسد"، وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، وقائد الحرس الثوري حسين سلامين.

 وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل برد "مرير ومؤلم"، وسط تحذيرات دولية من خطر التصعيد الإقليمي، فيما دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس.

تأتي الضربة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين وتعثّر المسار الدبلوماسي حول البرنامج النووي الإيراني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية