تفكيك شبكة في البرتغال خططت لهجمات إرهابية على البرلمان
تفكيك شبكة في البرتغال خططت لهجمات إرهابية على البرلمان
أعلنت إدارة التحقيقات الجنائية في البرتغال، عن تفكيك خلية إرهابية يمينية متطرفة كانت تخطط لتنفيذ هجمات عنيفة على مؤسسات حكومية، أبرزها البرلمان في العاصمة لشبونة، في واحدة من أخطر العمليات الأمنية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة.
وأوضحت الإدارة أن العملية الأمنية الواسعة أسفرت عن اعتقال 6 أشخاص خلال 15 مداهمة متزامنة في عدة مناطق داخل لشبونة، حيث صادرت قوات الأمن أسلحة نارية وذخائر ومتفجرات وطابعات ثلاثية الأبعاد كانت تُستخدم على ما يبدو في تصنيع قطع للأسلحة، إلى جانب منشورات ومنصات دعائية إلكترونية تحرض على العنف والكراهية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وصرحت مانويلا سانتوس، رئيسة وحدة مكافحة الإرهاب في إدارة التحقيقات الجنائية، بأن "المواد التي عثرنا عليها فاجأتنا من حيث النوع والكمية"، مشيرة إلى أن التحقيقات أظهرت وجود تنظيم داخلي متماسك داخل الخلية التي تطلق على نفسها اسم "موفيمينتو أرميلار لوسيتانو" أو "الحركة اللوسيتانية العسكرية".
وكشفت سانتوس أن المجموعة كانت قد وصلت إلى مراحل متقدمة من التجهيز والتسليح والتجنيد، وتخطط بالفعل لتنفيذ "أعمال مستهدفة" ضد مؤسسات الدولة، على رأسها مقر البرلمان البرتغالي، فيما بدا أنه استهداف سياسي رمزي ضد النظام الديمقراطي في البلاد.
تورط عنصر أمني رفيع
من بين المعتقلين، أفادت التحقيقات بوجود ضابط شرطة برتغالي رفيع المستوى، الأمر الذي أثار صدمة داخل الأوساط الأمنية، وفتح الباب أمام احتمالات تورط عناصر أخرى من الشرطة أو الجيش في أنشطة مشابهة أو دعم غير مباشر لتلك الجماعة.
وأكدت سانتوس، أن أجهزة الأمن لم تستبعد حتى الآن احتمال وجود مزيد من المتورطين داخل المؤسسات الرسمية، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة بتنسيق مع السلطات القضائية، وأن التوسع في تفكيك الشبكة يشكل أولوية أمنية.
تسلط هذه القضية الضوء على تنامي خطر الجماعات اليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي غالباً ما تتخذ من الشعارات القومية والعنصرية منصة لتبرير التحريض والعنف ضد الدولة، والمهاجرين، والمجتمعات متعددة الثقافات.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الحركات المتطرفة في القارة الأوروبية، التي باتت ترى في الأنظمة الديمقراطية خصماً مباشراً. كما يتزايد القلق الأوروبي من استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتصنيع أدوات قتل بطرق يصعب تتبعها.
من الحركة اللوسيتانية؟
تشير المعلومات الأولية إلى أن "الحركة اللوسيتانية العسكرية" تستلهم فكرها من تاريخ لوسيتانيا القديمة، الإقليم الروماني الذي كان يشمل معظم أراضي البرتغال الحالية، وتُروّج لنموذج قومي متطرف يرفض التعدد الثقافي ويدعو إلى "نقاء الوطن البرتغالي"، ما يجعلها امتداداً فكرياً لجماعات يمينية أوروبية أخرى، مثل "النازيين الجدد".
وأثارت القضية موجة من الصدمة والقلق في الشارع البرتغالي، حيث أعرب مواطنون ونشطاء عن خشيتهم أن يكون ذلك مؤشراً على اختراق التيارات المتطرفة لبعض المؤسسات، وتزايد التهديدات الإرهابية الداخلية، التي لم تعد تقتصر على الخارج أو الجماعات الإسلامية، بل باتت تشمل تهديدات من مواطنين محليين يتم تجنيدهم داخل المجتمع ذاته.