الأمم المتحدة تجدد دعوتها لوقف التصعيد بين إسرائيل وإيران

حذرت من عواقب وخيمة تتجاوز حدود الدولتين

الأمم المتحدة تجدد دعوتها لوقف التصعيد بين إسرائيل وإيران
أنطونيو غوتيريش

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى تهدئة فورية للتصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران، محذرًا من أن أي تدخلات إضافية قد تجر المنطقة إلى "عواقب وخيمة" تتجاوز حدود الدولتين المتصارعتين.

حثّ على الحلول السلمية

وقال غوتيريش، في بيان تلاه المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك يوم الأربعاء، إن السبيل الوحيد لمعالجة المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وقضايا الأمن الإقليمي هو الدبلوماسية، وأضاف: "أشعر بقلق عميق إزاء استمرار التصعيد، وأدعو الجميع إلى تجنب تدويل النزاع"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

تحذير من كارثة إقليمية

وشدد الأمين العام على أن اتساع دائرة الصراع لن يطال فقط الأطراف المنخرطة فيه، بل سيهدد أمن المنطقة بأكملها والسلام الدولي، مؤكدًا أن ميثاق الأمم المتحدة يظل "الإطار المشترك لمنع ويلات الحرب".

وأعرب غوتيريش عن أسفه لسقوط ضحايا من المدنيين، ووصفها بأنها "خسائر مأساوية وغير ضرورية"، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي، خصوصًا القانون الإنساني الدولي، من قبل جميع الدول الأعضاء.

حماية المدنيين ووقف الهجمات

في ظل استمرار التصعيد لليوم السادس على التوالي، دعت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ندى الناشف، إلى إجراء محادثات فورية لوقف تبادل الهجمات بين تل أبيب وطهران.

وقالت الناشف، خلال كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن هناك تقارير موثوقة عن فرار آلاف السكان من أجزاء من العاصمة الإيرانية، بسبب تحذيرات طارئة شملت مناطق واسعة.

دعوة لاحترام القانون الدولي

وأشارت إلى أن الوضع يبعث على القلق الشديد، مطالبة جميع الأطراف باحترام القانون الدولي، خصوصًا في ما يتعلق بحماية المدنيين في المناطق المأهولة، وأضافت: "نحث كل الجهات ذات النفوذ على الانخراط الفوري في مسار تفاوضي ينهي دوامة العنف".

كما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، أن منشأتين إيرانيتين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي تعرضتا لأضرار كبيرة، نتيجة قصف مباشر طال ورشة شركة "تيسا" في كرج ومركز أبحاث طهران.

وأكدت الوكالة أن مباني رئيسية في كلا الموقعين تعرّضت للدمار، مشيرة إلى أن منشأة طهران كانت تستخدم لتصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المتطورة، فيما كانت منشآت كرج تصنّع مكونات أساسية لتلك الأجهزة.

طهران تطالب بمساءلة دولية 

في رد فعل رسمي، أدان السفير الإيراني لدى مجلس حقوق الإنسان، علي بحريني، ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الواسع"، واصفًا الضربات التي طالت بلاده بأنها "أخطر الانتهاكات" في الآونة الأخيرة.

اتهم بحريني إسرائيل بشن "هجمات عشوائية" على مناطق سكنية، وتدمير البنية التحتية الحيوية بما في ذلك موارد مياه الشرب والمنشآت النووية، محذرًا من خطر تسرب إشعاعي يهدد حياة السكان.

وأشار بحريني إلى انسحاب إسرائيل من المجلس سابقًا، مطالبًا بإدانة دولية صريحة ووضع حد لما وصفه بـ"الإفلات من العقاب"، وأضاف: "إسرائيل لا تهاجم إيران فقط، بل تهاجم القيم والحقوق الإنسانية جمعاء".

يأتي التصعيد الأخير في أعقاب توترات إقليمية متصاعدة منذ شهور، زادت حدتها بعد هجمات متبادلة بين إسرائيل وإيران شملت أهدافًا حساسة، بينها منشآت نووية، ويخشى المجتمع الدولي من تحول هذه المواجهة إلى حرب إقليمية أوسع، خصوصًا مع تصاعد القصف الصاروخي والردود العسكرية العنيفة، وتحاول الأمم المتحدة التدخل عبر القنوات الدبلوماسية، بينما تتزايد المخاوف من كارثة إنسانية واسعة النطاق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية