"إريك" يشتد إلى إعصار من الدرجة الرابعة ويهدد جنوب غرب المكسيك
"إريك" يشتد إلى إعصار من الدرجة الرابعة ويهدد جنوب غرب المكسيك
اشتدّت قوة الإعصار "إريك"، الذي يتشكل في مياه المحيط الهادئ، ليصل إلى الدرجة الرابعة على سلم الأعاصير المكوَّن من خمس درجات، مقتربًا من السواحل الجنوبية الغربية للمكسيك، وسط تحذيرات من خطر "مدمّر للغاية"، وفق ما أعلنه المركز الوطني الأمريكي للأعاصير في ميامي.
وأوضح المركز الأمريكي، اليوم الخميس، أن الإعصار يتحرك بسرعة باتجاه سواحل ولايتي أواكساكا وغيريرو، مصحوبًا برياح عاتية تبلغ سرعتها نحو 230 كيلومتراً في الساعة، ما يجعله واحدًا من أكثر الأعاصير شدة خلال موسم الأعاصير الحالي، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكدت بيانات المركز أن "إريك" كان قبيل منتصف ليل الأربعاء/ الخميس، على بُعد 110 كيلومترات فقط من سواحل أواكساكا، متوقعًا أن يضرب اليابسة خلال ساعات، خاصة في المنطقة الساحلية الممتدة بين أواكساكا وغيريرو، حيث تنتشر المدن السياحية والقرى الساحلية المهددة بالدمار.
تحذيرات من فيضانات
حذّر المركز الوطني للأعاصير من أن الإعصار قد يتسبب في "فيضانات مفاجئة" وانهيارات أرضية، تهدد حياة السكان، في مشهد يذكّر بكارثة إعصار "أوتيس" الذي ضرب المكسيك في أكتوبر 2023.
دعت الرئيسة المكسيكية، كلاوديا شينباوم، المواطنين عبر رسالة مصوّرة نشرتها على منصة "إكس"، إلى التزام منازلهم والبقاء إلى جانب أسرهم، مؤكدة أن السلطات تستعد بكامل طاقتها لمواجهة تداعيات هذا الإعصار.
وأطلقت السلطات رسائل تحذيرية خاصة في المنتجعات الساحلية مثل بويرتو إسكونديدو وأكابولكو، اللتين شهدتا دماراً واسعاً في السابق جرّاء أعاصير سابقة.
وبدأ بعض السكان في هذه المدن بالتوجه إلى مراكز الإيواء، كما تم إخراج القوارب الترفيهية من المياه، خشية غرقها بسبب المد البحري المرتفع.
استعدادات مكثفة ومخاوف
أغلقت السلطات المتاجر والمطاعم بدءاً من الساعة الثامنة مساء، وعلّقت الأنشطة غير الضرورية، وأعلنت عن إغلاق المدارس والموانئ مؤقتاً، تمهيدًا لقدوم الإعصار الذي يُتوقع أن تكون تأثيراته شديدة على البنية التحتية والسكّان المحليين.
بدأت الأمطار الغزيرة تهطل مساء الأربعاء بعد نهار مشمس، ما يشير إلى دخول البلاد فعليًا في تأثيرات العاصفة، والتي من المرجح أن تشتد خلال الساعات المقبلة، مصحوبة برياح قوية وارتفاع كبير في الأمواج البحرية.
قدّرت السلطات أن مدينة بويرتو إسكونديدو، التي يقطنها نحو 30 ألف شخص، بينهم سائحون أجانب، ستكون في صُلب منطقة التأثير المباشر، مع خطر داهم على المرافق العامة والمساكن والمواقع السياحية.
وقال أدالبرتو رويز، وهو صيّاد محلي يبلغ من العمر 55 عامًا، أثناء نقله زورقه إلى موقع آمن: "يُقال إن الإعصار سيضرب هذه المنطقة مباشرة، وعلينا أن نكون مستعدين لنحمي أنفسنا وممتلكاتنا".
خطة طوارئ وطنية
أعلنت الحكومة المكسيكية عن نشر مئات الجنود وعناصر الدفاع المدني والمهندسين العسكريين، بالإضافة إلى فرق شركة الكهرباء الفيدرالية، ضمن خطة طوارئ وطنية تهدف لتأمين السكان واستعادة الخدمات سريعًا بعد مرور العاصفة.
ويأتي هذا التحرك الرسمي وسط تزايد المخاوف من تكرار مشاهد الدمار التي تسبب بها الإعصار "أوتيس" في أكتوبر 2023، حين بلغ الدرجة الخامسة خلال ساعات فقط وضرب أكابولكو بقوة غير مسبوقة، ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً وفقدان 30 آخرين.
وفي سبتمبر 2024، تعرضت نفس المدينة لإعصار آخر، "جون"، من الدرجة الثالثة، خلّف وراءه 15 قتيلًا على الأقل، مما يجعل "إريك" ثالث إعصار خطير يهدد جنوب غرب المكسيك خلال أقل من عامين.