ضربة إيرانية تستهدف مستشفى سوروكا في جنوب إسرائيل
ضربة إيرانية تستهدف مستشفى سوروكا في جنوب إسرائيل
تعرّض مستشفى سوروكا، أكبر المرافق الطبية في جنوب إسرائيل، الخميس، لضربة مباشرة بصاروخ إيراني، في هجوم كاد يتحول إلى مجزرة لولا إخلاء مبكر للمبنى المتضرر قبل أيام قليلة، وفق ما أعلن مسؤولون إسرائيليون.
ويقع المستشفى في مدينة بئر السبع، ويخدم أكثر من مليون نسمة في جنوب البلاد، ويُعد مركزاً طبياً محورياً في أوقات الحرب والطوارئ، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
أدّى الانفجار الناتج عن الصاروخ الذي سقط بعد الساعة السابعة صباحاً إلى تحطم نوافذ وانهيار أسقف داخل المستشفى، فيما تسببت شظايا الزجاج في إصابة نحو 40 شخصاً كانوا في المباني المجاورة أو أقسام غير محمية بشكل كافٍ.
وقال مدير المستشفى شلومي كوديش إن القسم المستهدف كان قد أُخلي "قبل بضعة أيام فقط" نتيجة إجراءات احترازية تتبعها إدارة المستشفى عند تصاعد التهديدات الأمنية.
وأوضح كوديش أن المستشفى أغلق حالياً أمام الحالات غير الطارئة، وأمر بإجلاء عشرات المرضى إلى مستشفيات أخرى في البلاد، بينما جرى تعليق الخدمات الطبية في عدة مبانٍ رئيسية.
"كل شيء مدمَّر"
رصدت فرق الإطفاء آثار الحريق في الطابق الخامس من مبنى الجراحة، حيث غطت ألواحٌ اقتُلعت من السقف أرضية الممرات التي غمرتها المياه المتسربة من الأنابيب.
وأشار رجال الإنقاذ إلى أن الانفجار خلف عصفاً قوياً "يختلف تماماً عن التفجيرات التي نشهدها عادة"، وفق تعبير أحدهم.
وانهارت الجدران في قسم طب العيون في الطابق الثالث، وهو القسم الذي يُجري نحو 50 ألف فحص وعملية سنوياً.
وقال رئيس القسم بوريس كنايزر "هذا القسم دُمّر بالكامل.. لا غرف، لا معدات، لا مكان للمرضى"، فيما وقف مشدوهاً أمام أنقاض مكتبه.
فوضى في عمليات الإخلاء
دفع حجم الضرر إلى إطلاق عمليات إخلاء سريعة لمرافق المستشفى، وجرى نقل مسنين ومرضى على نقالات وهم يضعون أقنعة الأكسجين، وسط فوضى وصفتها إدارة المستشفى بأنها "منظمة".
وقال نائب مدير المستشفى، دان شوارزفوتش، إن لكل مريض مرافقاً خاصاً يُطلعه على خطة نقله، رغم صعوبة إخلاء الفئات الأضعف كمرضى السرطان والمصابين بأمراض حرجة.
وأضاف شوارزفوتش بأسى: "إنه شعور صادم أن ترى منشأة طبية تُستهدف بهذا الشكل.. ما جرى يمكن اعتباره جريمة بحق العمل الإنساني".
تصعيد بين طهران وتل أبيب
شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً واسعاً بين إسرائيل وإيران، بلغ ذروته بعد غارات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، وردّ إيراني طال مدناً جنوب إسرائيل، في تطور ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز غزة ولبنان.
وتتهم طهران إسرائيل بالسعي "لشلّ بنيتها المدنية والعلمية"، بينما ترد تل أبيب بأن طهران تسعى إلى امتلاك "سلاح نووي يهدد بقاء الدولة اليهودية".
ويرى مراقبون أن استهداف مستشفى في عمق الأراضي الإسرائيلية، إن ثبتت مسؤوليته المباشرة على إيران، يمثل نقلة نوعية في قواعد الاشتباك، ويزيد الضغوط الدولية على الطرفين للقبول بهدنة أو على الأقل بوساطة دبلوماسية لتفادي صدام شامل.
تحقيقات وتداعيات محتملة
أطلق الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في الحادث، بينما أعلن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أن المستشفى لم يكن مدرجاً على لائحة الأهداف المتوقعة، وهو ما يثير تساؤلات حول دقة الصواريخ المستخدمة ومواقع انطلاقها.
وطالبت جهات حقوقية دولية بفتح تحقيق مستقل في الهجوم على المستشفى، داعية إلى احترام المواثيق الدولية التي تجرّم استهداف المنشآت الطبية، حتى في سياق النزاعات المسلحة.
ووصفت منظمة "أطباء بلا حدود" ما حدث بأنه "تهديد مباشر للمبادئ الإنسانية الأساسية".