"التعاون الخليجي" يُحذّر من "كارثة" ويدعو لوقف التصعيد الإيراني الإسرائيلي
"التعاون الخليجي" يُحذّر من "كارثة" ويدعو لوقف التصعيد الإيراني الإسرائيلي
حذّرت دول مجلس التعاون الخليجي من التداعيات "الخطِرة" التي قد تنجم عن التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران، خصوصاً في ظل الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، معتبرة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة وأمنها.
جاء هذا التحذير خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، لبحث تداعيات التصعيد الإقليمي المتنامي، حيث ألقى الوزير المفوض فيصل العنزي، نائب مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، كلمة باسم المجموعة الخليجية، عكس فيها الموقف الموحد لدول المجلس حيال الأزمة المتصاعدة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال العنزي في كلمته: "نستشعر خطورة المرحلة الحساسة التي تمر بها منطقتنا، ونحذّر من أن استمرار هذه الأوضاع المتدهورة قد يؤدي إلى عواقب كارثية ويقوّض أي فرصة للحل الدبلوماسي والسلام المنشود".
تأكيد على التهدئة والحوار
وجدد المسؤول الخليجي التأكيد على التزام دول الخليج بـالدبلوماسية كسبيل وحيد للخروج من الأزمة، مشيراً إلى أن المجلس يبذل مساعي حثيثة لخفض التصعيد، ويتحرّك من منطلق الحرص على تغليب الحوار والعقلانية.
ودعا باسم المجموعة الخليجية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مطالباً بوقف فوري للأعمال العدائية، لا سيما في ظل ما وصفه بـ"الظروف الدقيقة والحساسة التي تتطلب منا جميعاً اليقظة والحكمة".
وأكد العنزي أن دول الخليج تدعو إلى "العودة إلى مسار المفاوضات والحوار البنّاء، كونه المسار الوحيد القادر على ضمان استقرار طويل الأمد، وحماية مصالح جميع شعوب المنطقة من الانزلاق إلى أتون حرب شاملة".
دعم لمفاوضات الملف النووي
ودعا نائب مندوب الكويت، مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والسياسية، والضغط من أجل استئناف المفاوضات الأميركية – الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني، مثمّناً جهود سلطنة عمان في الوساطة بين الجانبين، كطرف موثوق يعمل على تقريب وجهات النظر وتفادي التصعيد النووي.
وشدّد العنزي على أهمية احترام سيادة الدول، وضرورة الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مذكراً بأن استخدام القوة أو التهديد بها يمثل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وأعرب باسم المجموعة الخليجية عن القلق العميق إزاء استهداف المنشآت النووية، محذّراً من "أخطار جسيمة على المستويين الإنساني والبيئي"، ومشدداً على أن مثل هذه الاعتداءات تُهدد السلامة الإشعاعية ونظام الضمانات النووية الشاملة.
كما نوه بالدور "الحيوي" الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الأمن النووي، داعياً إلى عدم تسييس هذا الدور وترك المجال للتفتيش الفني والرقابة المستقلة.
دعوة لحماية الممرات البحرية
وفي سياق متصل، حذّر العنزي من أن استمرار التصعيد من شأنه أن يهدد أمن الممرات البحرية وخطوط التجارة الدولية، معرباً عن قلق دول المجلس من الاعتداءات التي طالت سفناً تجارية ومنشآت نفطية في المنطقة.
وأكد أن أمن الخليج البحري مسؤولية دولية مشتركة، داعياً إلى تعزيز الجهود الدولية للتصدي لأي نشاط يهدد الملاحة العالمية.
وفي ختام كلمته، وجّه فيصل العنزي دعوة عاجلة إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لاحتواء الأزمة، ودعم جهود الحوار "بما يضمن أمن شعوب المنطقة ويجنّبها ويلات الانزلاق إلى صراع مفتوح لا يُحمد عقباه".