هجوم انتحاري يودي بحياة 20 من عناصر ميليشيا محلية في نيجيريا

هجوم انتحاري يودي بحياة 20 من عناصر ميليشيا محلية في نيجيريا
الأمن في نيجيريا - أرشيف

أسفر هجوم انتحاري دامٍ نُفّذ مساء الجمعة في بلدة كوندوغا بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، عن مقتل 20 مقاتلاً من ميليشيا محلية تُعرف بدعمها للجيش في حربه ضد الجماعات المتطرفة، في أحدث موجة من الهجمات المنسوبة إلى جماعة بوكو حرام.

وأفاد تيجاني أحمد، قائد الميليشيا المحلية في المنطقة، لوكالة فرانس برس، اليوم السبت، بأن الهجوم وقع في تمام الساعة 9:15 مساءً بالتوقيت المحلي، بينما كان عناصر الميليشيا ينتشرون بالقرب من سوق الأسماك، أحد أكثر المناطق ازدحاماً ليلاً في كوندوغا.

وقال أحمد: "فقدنا 20 من مقاتلينا.. 18 استشهدوا على الفور، وتوفي اثنان لاحقاً متأثرين بجراحهما في المستشفى، وهناك 18 مصاباً آخرون يتلقون العلاج حالياً".

ورجحت مصادر أمنية أن تكون امرأة انتحارية هي من فجرت نفسها باستخدام حزام ناسف في وسط السوق وبين عناصر الميليشيا، التي تضم محليين وصيادين يُشاركون في مكافحة التنظيمات المتطرفة.

مراسم دفن جماعية 

وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام محلية ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية، مراسم دفن جماعية أقيمت للضحايا صباح السبت، في مشهد تكرر كثيراً في هذه المنطقة المنكوبة.

من جهته، أكد المتحدث باسم شرطة ولاية بورنو، ناحوم كينيث داسو، أن الحصيلة الأولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، لكنه أشار إلى أن العدد مرشح للارتفاع نظراً لخطورة الإصابات.

ويُعد هذا الهجوم تذكيراً صارخاً باستمرار التهديد الذي تمثله جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (ISWAP)، رغم التصريحات الرسمية المتكررة عن تراجع قدراتهما في السنوات الأخيرة.

وتشهد ولاية بورنو، منذ عام 2009، حرباً مفتوحة بين الحكومة النيجيرية والتنظيمات المتطرفة، أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وتسببت في نزوح أكثر من مليوني نيجيري داخل البلاد وخارجها، خصوصاً نحو الدول المجاورة مثل تشاد والنيجر والكاميرون.

وتُعد بلدة كوندوغا، الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً شرق العاصمة الإقليمية مايدوغوري، من المناطق الساخنة التي استُهدفت مراراً بهجمات انتحارية، خاصة في سوق السمك الليلي، الذي يُعتبر هدفاً سهلاً بسبب اكتظاظه وضعف الإجراءات الأمنية.

الميليشيات المحلية.. حليف ضروري

تشكّل الميليشيات المحلية المعروفة باسم "الصيادين" أو "مجموعات الدفاع المدني" جزءاً لا يتجزأ من الجهود الحكومية لمكافحة الإرهاب، حيث تساعد في جمع المعلومات، وحراسة القرى، ومرافقة القوافل العسكرية، لكن أفرادها لا يتلقون التدريب الكافي أو معدات الحماية الضرورية، ما يجعلهم أهدافاً سهلة في كثير من الأحيان.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال السلطات تعتمد عليهم لتعويض نقص القوات النظامية في مناطق نائية.

ورغم التأكيدات الحكومية بأن جماعة بوكو حرام خسرت معظم معاقلها في شمال شرق البلاد، تواصل الجماعات المسلحة تنفيذ هجمات نوعية تؤكد قدرتها على الاختراق والتخريب، خصوصاً عبر العمليات الانتحارية التي تُستخدم فيها نساء وأطفال لتجاوز نقاط التفتيش.

ويثير هذا التصعيد مخاوف من عودة دورة العنف إلى ذروتها، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة، ووجود ملايين المدنيين في مخيمات النزوح بظروف إنسانية صعبة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية