"التعاون الإسلامي" تُحذر من تداعيات استهداف المواقع النووية الإيرانية
"التعاون الإسلامي" تُحذر من تداعيات استهداف المواقع النووية الإيرانية
أعربت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الاثنين، عن قلقها البالغ إزاء الضربات الجوية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، محذرة من أن مثل هذا التصعيد العسكري الخطير قد يُفضي إلى زعزعة شاملة للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط.
وفي بيان رسمي صدر عن المنظمة التي تتخذ من جدة مقرًا لها وتضم 57 دولة إسلامية في عضويتها –من بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية– أدانت بشدة "الانتهاك السافر لسيادة إيران"، معتبرةً أن "الهجمات تمثل خرقاً واضحاً للمواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
وأبدت المنظمة "عميق انشغالها إزاء التطورات المتسارعة والخطيرة"، في إشارة إلى الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة فجر الأحد، واستهدفت منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، في أخطر مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران منذ عقود.
وأكد البيان ضرورة "تجنب التصعيد وضبط النفس وتغليب لغة الحوار"، داعياً جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات كسبيل وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
تصعيد غير مسبوق
وجاء بيان منظمة التعاون الإسلامي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية الثلاث قد "تم تدميرها بالكامل"، في أعقاب ما وصفه بـ"معلومات استخباراتية قطعية" حول تسارع البرنامج النووي الإيراني نحو مستويات تسليح.
ومن جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربات، مثنيًا على "الحزم الأميركي"، ومضيفًا أن "القوة تأتي أولاً، ثم يأتي السلام"، في تأكيد لموقف تل أبيب الداعم للعمل العسكري ضد إيران.
وفي المقابل، ندد الحرس الثوري الإيراني بالضربات، واصفًا إياها بأنها "جريمة فادحة وانتهاك صارخ للقانون الدولي"، متوعدًا بردّ "مؤلم وحاسم" دفاعًا عن سيادة البلاد.
الدبلوماسية لا تزال قائمة
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران "تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها"، مشددًا على أن بلاده "لن تترك العدوان دون رد"، رغم إبقائها باب الدبلوماسية "مفتوحًا".
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقد حمّل في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الولايات المتحدة مسؤولية تبعات الهجمات، داعيًا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في كبح جماح التصعيد الأمريكي– الإسرائيلي".
ويخشى مراقبون من أن يشكل هذا التصعيد العسكري نقطة تحول خطيرة في المشهد الجيوسياسي الإقليمي، لا سيما مع احتمالية دخول قوى حليفة لإيران على خط المواجهة، وتصاعد التهديدات الأمنية في دول مجاورة.
وتتزامن هذه الأحداث مع توتر حاد في الخليج، ومخاوف من موجة نزوح إقليمي محتملة، حيث دعت الأمم المتحدة إلى احتواء النزاع وتفادي "كارثة لاجئين جديدة في الشرق الأوسط".