ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بعد الضربة الأمريكية لإيران

ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بعد الضربة الأمريكية لإيران
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي

شهدت أسواق الطاقة الأوروبية قفزة حادة في أسعار الغاز الطبيعي، اليوم الاثنين، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعدما شنت الولايات المتحدة هجمات على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، في تطور خطير للصراع بين إسرائيل وإيران.

وارتفع مؤشر "تي تي إف" الهولندي، وهو المؤشر المرجعي لسعر الغاز الطبيعي في أوروبا، إلى 42.44 يورو (48.80 دولار) لكل ميغاواط/ساعة في بداية جلسات التداول، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ أوائل شهر أبريل، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وعلى الرغم من التراجع الطفيف خلال التعاملات الصباحية، حيث استقر السعر عند 41.53 يورو، فإن ذلك يمثل زيادة بنسبة 1.5% مقارنة بإغلاق يوم الجمعة الماضي، ما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن استقرار الإمدادات العالمية للطاقة في ظل الوضع الإقليمي المتفجر.

التوتر يؤثر في أسواق الطاقة

وجاءت هذه القفزة بعد تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث أعلنت واشنطن تنفيذ غارات جوية فجر الأحد استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية استراتيجية، في محافظات فوردو ونطنز وأصفهان، باستخدام قاذفات B-2 وقنابل خارقة للتحصينات.

ولم يتأخر الرد الإيراني، إذ أطلق الحرس الثوري دفعات من الصواريخ والمسيّرات باتجاه أهداف داخل إسرائيل، ما دفع بالمنطقة إلى حافة حرب شاملة.

ويثير هذا التصعيد قلقاً بالغاً في الأسواق العالمية، لا سيما مع التهديدات الإيرانية المتكررة بإغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية. 

وتخشى أوروبا، التي لا تزال تتعافى من أزمة طاقة حادة عقب قطع إمدادات الغاز الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022، من تكرار اضطرابات سوق الطاقة التي شهدتها السنوات الماضية.

ويقول محللون في مؤسسة "رايستاد إنرجي" النرويجية إن "أي تهديد فعلي للملاحة في مضيق هرمز سيدفع بأسعار الغاز إلى مستويات غير مسبوقة، وسينعكس فوراً على فواتير الطاقة والصناعة الأوروبية".

خلفية الطاقة في أوروبا

وكانت أسعار الغاز في أوروبا قد تراجعت تدريجياً خلال الأشهر الماضية، مع امتلاء الخزانات، وزيادة الاعتماد على واردات الغاز المسال من الولايات المتحدة وقطر، لكن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط يعيد المخاطر الجيوسياسية إلى الواجهة.

ورغم التحوّل النسبي نحو مصادر الطاقة المتجددة، فإن القارة الأوروبية لا تزال تعتمد بدرجة كبيرة على الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة الكهربائية والتدفئة والصناعة الثقيلة، ما يجعلها حساسة بشكل خاص لأي اضطراب في الإمدادات العالمية.

ويرى خبراء الاقتصاد أن الارتفاع السريع في أسعار الغاز سيؤثر سلباً على معدلات التضخم في منطقة اليورو، وقد يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى إعادة النظر في سياساته النقدية، في وقت تحاول فيه الحكومات الأوروبية احتواء تداعيات التباطؤ الاقتصادي.

ويُتوقع أن تعقد المفوضية الأوروبية اجتماعًا طارئًا خلال الأسبوع الجاري لمناقشة تطورات أسعار الطاقة وتداعياتها على الأمن الطاقي والاستقرار الاقتصادي، وسط دعوات إلى تعزيز التنسيق الأوروبي بشأن المخزونات الاستراتيجية للطاقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية