إيران تؤكد خلو الأجواء من التلوث الإشعاعي رغم الضربات الإسرائيلية
إيران تؤكد خلو الأجواء من التلوث الإشعاعي رغم الضربات الإسرائيلية
أكدت الحكومة الإيرانية، الاثنين، أنه لم يُسجّل أي تسرّب أو تلوّث إشعاعي في البلاد، رغم تعرّض عدد من المنشآت النووية لهجمات صاروخية إسرائيلية فجر اليوم، ضمن تصعيد متواصل بين الجانبين منذ أكثر من عشرة أيام.
وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن «التقارير الفنية الواردة من الجهات المختصة تؤكد عدم حدوث أي تسرّب إشعاعي»، وذلك بعد ضربات جوية إسرائيلية طالت مواقع عسكرية وبنية تحتية استراتيجية، من بينها منشآت يشتبه بأنها على صلة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأفادت وكالة «فارس» بأن مدينة كرج الواقعة غرب طهران، تعرّضت لعدة هجمات صاروخية، فيما نقلت قناة «إيران إنترناشيونال» عن شهود عيان أن منطقة بيروزي في العاصمة شهدت انفجارًا عنيفًا ناتجًا عن غارة إسرائيلية مباشرة.
استهداف سجن إيفين
وفي تطور لافت، أُفيد عن استهداف المبنى الإداري لسجن إيفين، الذي سبق أن تعرّض مدخله للقصف قبل أيام، ما يعكس تحول المرافق السيادية إلى أهداف مباشرة.
وتحدثت تقارير عن استهداف جامعة الإمام صادق، المعروفة بقربها من أجهزة الحرس الثوري، ما قد يشير إلى محاولة إسرائيلية لضرب شبكات النفوذ الأمني والعقائدي في البلاد.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن التيار الكهربائي انقطع في عدة أحياء من طهران بسبب شدة الضربات، دون الإشارة إلى وقوع إصابات.
الرشقات الإيرانية تتواصل
من جانبها، أعلنت طهران تنفيذ أربع رشقات صاروخية جديدة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما يرفع وتيرة التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع المواجهة العسكرية في الجمعة قبل الماضية.
ووفقًا لتقارير عبرية، تراوح عدد الصواريخ الإيرانية بين 10 و15 صاروخًا، أُطلقت على مراحل زمنية مختلفة، ما تسبب بأضرار مادية في مناطق متعددة داخل إسرائيل، وسط استنفار أمني كبير.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت لأكثر من 30 دقيقة، وهي المدة الأطول التي قضاها المدنيون داخل الملاجئ منذ بداية النزاع الحالي، مشيرة إلى أن الرشقات الأخيرة اتبعت تكتيكًا مختلفًا، حيث أطلقت إيران صواريخ منفردة وعلى فترات متباعدة، في محاولة لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية واستهداف أوسع نطاق جغرافي ممكن.
حرب بلا هوادة
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية تحت الأرض في إيران، وهي الخطوة التي وصفها مراقبون بأنها فتحت الباب أمام توسّع الصراع إلى ساحات إقليمية متعددة.
وفي حين تواصل طهران الرد العسكري، تُظهر الحكومة الإيرانية، عبر تصريحاتها الرسمية، رغبة في تطويق الآثار البيئية والصحية لتلك الهجمات، ساعية لطمأنة الداخل بأن "البرنامج النووي لم يتأثر"، بحسب مراقبين.
ويخشى المجتمع الدولي من أن تؤدي الضربات المتبادلة إلى كارثة بيئية وأمنية، خاصة إذا ما تضررت منشآت نووية تعمل فوق أو تحت الأرض.
وسبق لمنظمة التعاون الإسلامي أن أصدرت بيانًا حذّرت فيه من "عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي" في حال استمرار استهداف البنية التحتية النووية.
وتتزايد الدعوات الدولية، وعلى رأسها من الصين والاتحاد الأوروبي، إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد النووي، في وقت لا تظهر فيه بوادر لتهدئة وشيكة بين الطرفين المتنازعين.