في الذكرى الـ80.. الأمم المتحدة تحتفل بميثاق 1945 مرجعاً للشرعية الدولية

في الذكرى الـ80.. الأمم المتحدة تحتفل بميثاق 1945 مرجعاً للشرعية الدولية
الأمم المتحدة - أرشيفية

رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعودة ميثاق المنظمة الأممية إلى دائرة الضوء، وذلك خلال افتتاح معرض "إحياء روح سان فرانسيسكو" في مقر الأمم المتحدة يوم الاثنين، احتفالاً بمرور نحو ثمانين عامًا على توقيعه التاريخي في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.

وقال غوتيريش: "ميثاق الأمم المتحدة أكثر من مجرد ورق وحبر.. إنه وعد بالسلام والكرامة والتعاون بين الأمم"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

واستُحضر في المعرض السياق التاريخي لتأسيس الأمم المتحدة، حين اجتمع ممثلو نحو 50 دولة في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، مدفوعين بشعار "لن يتكرر ذلك أبدًا". وكان الهدف آنذاك هو بناء نظام دولي يُعلي من قيمة السلام والدبلوماسية والتضامن بدلًا من الحرب والصراع.

وأكد غوتيريش في كلمته أن المعرض يمثل فرصة للتأمل في الإرث التأسيسي للأمم المتحدة، من خلال الصور والوثائق والمقاطع الأرشيفية التي تُبرز ميلاد المنظمة، مشددًا على أن الأمم المتحدة لا تزال "معجزة حية"، كما وصفها، يجسدها موظفوها يوميًا حول العالم.

وأضاف: "رغم التحديات الجديدة مثل تغير المناخ والتكنولوجيا، يمكن لميثاق الأمم المتحدة أن يظل قوة موجهة... إذا حملنا روحه في سعينا نحو السلام".

الميثاق فتح أبواب الأمل

بدوره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، إن الميثاق ومبادئه قد شكلت شعلة أمل لعالم غارق في الحروب، وأضاف: "الميثاق كان سبيلاً إلى مستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا، ورسّخ مبادئ الحوار والتعاون والعدالة".

وأشار إلى أن العقود التالية أثبتت ديمومة أثر الميثاق، حيث أسهم في إنهاء الاستعمار، وتعزيز حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية المستدامة.

وختم فيلمون يانغ كلمته بدعوة العالم للتأمل في الماضي من أجل بناء المستقبل، قائلًا: "بينما نتطلع إلى الأمام، سيكون من الحكمة أن نتذكر ماضينا، ونحتفل بنجاحاتنا، ونبني مستقبلنا على أساس ميثاق الأمم المتحدة".

توقيع تاريخي ومسيرة قانونية

تم التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة في 26 يونيو 1945، بمدينة سان فرانسيسكو، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ حتى 24 أكتوبر من نفس العام، بعد التصديق عليه من قبل الهيئات التشريعية للدول الموقعة، ومنذ ذلك الحين، أصبح الميثاق بمثابة وثيقة قانونية دولية تُلزم جميع الدول الأعضاء.

ومهد هذا الميثاق الطريق لاحقًا لإعلانات واتفاقيات بارزة، منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 و"ميثاق المستقبل" الذي أُقر عام 2024.

وأسّس ميثاق الأمم المتحدة الإطار القانوني لإنشاء المنظمة الدولية، ويتألف الميثاق من مبادئ رئيسية تشمل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، احترام السيادة، تعزيز حقوق الإنسان، والتعاون الدولي.

وظل هذا الميثاق مرجعًا أساسيًا للشرعية الدولية طيلة العقود الماضية، وأدى إلى نشوء منظومة متعددة الأطراف تُعدّ الأكبر تأثيرًا في تاريخ العلاقات الدولية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية