غوتيريش ينتقد عجز مجلس الأمن ويدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة

غوتيريش ينتقد عجز مجلس الأمن ويدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة
أنطونيو غوتيريش

 

شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن الحفاظ على حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل "ضرورة لا غنى عنها"، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب ببذل أقصى الجهود لتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق هذا الحل.

وفق ما أورده موقع أخبار الأمم المتحدة الجمعة جاءت تصريحات غوتيريش خلال حديثه في نيويورك، على هامش مناسبة خصصت لإحياء ذكرى موظفي الأمم المتحدة الذين قُتلوا أثناء تأدية مهامهم عام 2024، حيث فقدت الأمم المتحدة 126 موظفًا في غزة، وهو ما وصفه بأنه "أعلى عدد في تاريخ المنظمة".

رسالة إلى المشككين

خاطب غوتيريش أولئك الذين يشككون في جدوى حل الدولتين متسائلًا: "ما البديل؟ هل هو حل الدولة الواحدة الذي يُطرد فيه الفلسطينيون أو يُجبرون على العيش دون حقوق؟ هذا أمر مرفوض تمامًا".

وأشار إلى أن "الفظائع اليومية في غزة والضفة الغربية" تعكس الحاجة العاجلة لتسوية عادلة، داعيًا قادة العالم للمشاركة الجادة في المؤتمر رفيع المستوى المقرر عقده لاحقًا هذا الشهر بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية.

غضب من شلل مجلس الأمن

عبّر غوتيريش عن خيبة أمله من فشل مجلس الأمن في تمرير قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن الانقسامات الجيوسياسية أدت إلى "شلل مؤسسي"، وسمحت باستمرار الإفلات من العقاب على جرائم تُرتكب بحق المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

وقال: "نحن نشهد إفلاتًا تامًا من العقاب في كل مكان، وهو ما يبعث على الإحباط لكل من يؤمن بالقانون الدولي".

"دون وقف إطلاق نار.. لا مساعدات فعالة"

أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة ستواصل العمل على دعم سكان غزة، لكنه حذر من أن جهود الإغاثة ستظل محدودة دون وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وفتح ممرات إنسانية غير مشروطة.

وأشار إلى أن الهدنة السابقة أثبتت أن المساعدات الإنسانية يمكن أن تتدفق بكفاءة عندما تتوفر الشروط السياسية واللوجستية، داعيًا إلى تكرار هذا السيناريو، ولكن بشكل دائم هذه المرة.

غزة تتضور جوعًا

وفي الميدان، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن سكان غزة يواجهون المجاعة بعد 80 يومًا من المنع الكامل لدخول المساعدات.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أن الأمم المتحدة تمكنت الجمعة فقط من إرسال نحو 20 شاحنة مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، معظمها غذائية، في وقت تفرض فيه السلطات الإسرائيلية قيودًا شديدة على حركة الإمدادات.

الأسواق خاوية والمطابخ المجتمعية تتوقف

نقل دوغاريك عن شركاء ميدانيين أن أكثر من 90٪ من الأسر في غزة لا تملك القدرة الشرائية لتأمين الغذاء. اللحوم ومنتجات الألبان والفواكه "اختفت من الوجبات"، فيما توقفت نصف المطابخ المجتمعية عن العمل بسبب نقص الإمدادات أو أوامر النزوح.

وأضاف أن قدرة شركاء الأمم المتحدة على توزيع الوجبات اليومية تراجعت إلى ربع مليون وجبة فقط، مقارنةً بمليون وجبة نهاية أبريل الماضي.

استمرار استهداف المستشفيات والصحفيين

أكد دوغاريك أن الهجمات على المرافق الصحية لا تزال مستمرة، مشيرًا إلى أن نائبة منسق الشؤون الإنسانية، سوزانا تكاليتس، زارت مستشفى الأهلي في مدينة غزة بعد ساعات فقط من هجوم وقع قربه وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص، ثلاثة منهم صحفيون على الأقل.

وأضاف أن التحركات الإنسانية تواجه عراقيل عدة؛ من أصل 16 محاولة تنسيق، لم تنجح سوى 5 بعثات فقط، بينما أُلغيت البقية لأسباب أمنية أو بسبب الرفض الإسرائيلي.

يُعد "حل الدولتين" أحد الأسس المعترف بها دوليًا لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ويقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل. غير أن الجمود السياسي وتوسيع المستوطنات والانقسام الجيوسياسي داخل مجلس الأمن حال دون تنفيذ هذا الحل. وتتزامن هذه التصريحات مع تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر الجوع والمرض في ظل حصار خانق وتدمير ممنهج للبنية التحتية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية