قطر تستدعي السفير الإيراني لإدانة مهاجمة "قاعدة العديد"
قطر تستدعي السفير الإيراني لإدانة مهاجمة "قاعدة العديد"
استدعت دولة قطر، اليوم الثلاثاء، السفير الإيراني في الدوحة، علي صالح آبادي، على خلفية الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، والتي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وتستضيفها الأراضي القطرية.
جدّدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان رسمي، إدانة الدوحة الشديدة للهجوم الذي نفّذه الحرس الثوري الإيراني، مساء الاثنين، وعدّته "انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة ومجالها الجوي"، مؤكدة أن هذا التصعيد غير المقبول يمثّل خرقًا خطِرًا للأعراف والمواثيق الدولية، وفق وكالة "فرانس برس".
وسلّمت الخارجية القطرية مذكرة احتجاج رسمية إلى السفير الإيراني، مطالبة الجمهورية الإسلامية بتحمّل مسؤولياتها القانونية الكاملة، واحترام سيادة دولة قطر وعدم تعريض أمنها وسلامة سكانها للخطر، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتوتر.
عبّرت الدوحة عن "رفضها التام" لتحويل أراضيها إلى ساحة للصراعات الإقليمية أو الدولية، داعية جميع الأطراف إلى التهدئة ووقف التصعيد، وتجنّب تعريض أمن الخليج العربي وممراته الحيوية لأي تهديد عسكري مباشر أو غير مباشر.
خلفيات التصعيد الإيراني
جاء الاستدعاء القطري غداة الهجوم الذي أعلن عنه التلفزيون الإيراني، والذي أُطلق فيه عدد من الصواريخ باتجاه مواقع أمريكية في كل من قطر والعراق، ضمن ما سمّته طهران "ردًا قويًا" على الغارات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأيام الماضية.
شهدت العاصمة القطرية الدوحة، مساء الاثنين، دوي انفجارات عنيفة، فيما أغلقت السلطات المجال الجوي مؤقتًا كإجراء احترازي، في حين أكدت وزارة الدفاع القطرية نجاح الدفاعات الجوية في اعتراض الهجوم على قاعدة العديد دون وقوع إصابات.
وتصاعدت حدة التوتر في منطقة الخليج بشكل غير مسبوق منذ انطلاق المواجهة بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو، إذ اتّسع نطاق الصراع ليشمل قواعد أمريكية في دول مثل قطر والعراق والبحرين، ما دفع العديد من الدول الخليجية إلى إصدار تحذيرات وإجراءات احترازية عاجلة.
وشددت الحكومة القطرية على أن الهجوم الإيراني يتعارض مع قواعد حسن الجوار، ويقوّض جهود الوساطة وخفض التصعيد التي تبذلها الدوحة منذ أسابيع، بالتنسيق مع أطراف إقليمية ودولية للحؤول دون اندلاع مواجهة شاملة في المنطقة.
وساطة قطرية مهددة
أربك الهجوم الإيراني الجهود القطرية الرامية للعب دور وساطة فعّال بين إيران والولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه الدوحة للضغط نحو اتفاق لوقف إطلاق النار الشامل بين إيران وإسرائيل بعد وساطة ناجحة في الوصول إلى تهدئة مؤقتة بمساعدة واشنطن.
تخشى قطر، التي تربطها علاقات مع طهران وواشنطن على حد سواء، أن يؤدي التصعيد الحالي إلى إجهاض كل المسارات السياسية، ويعيد الخليج إلى مربع التهديدات المباشرة للموانئ وشحنات الطاقة الدولية، وسط ارتفاع في أسعار الغاز والنفط بسبب المخاوف الأمنية.