الأعلى منذ 55 عاماً.. حرارة غير مسبوقة تضرب فلاديفوستوك

سجّلت مدينة فلاديفوستوك، الواقعة في أقصى الشرق الروسي على سواحل المحيط الهادئ، أعلى درجة حرارة لها منذ أكثر من نصف قرن، وفق ما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية المحلية في إقليم بريموريه.

وبحسب البيان الصادر عن الهيئة، بلغت درجة الحرارة 31.4 درجة مئوية ظهر الجمعة، متجاوزة الرقم القياسي السابق المُسجّل في نفس التاريخ من عام 1970، والذي بلغ حينها 30 درجة مئوية بالضبط، بحسب ما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية، اليوم السبت.

وأرجع خبراء الأرصاد هذا الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة إلى امتداد مرتفع جوي قادم من وسط المحيط الهادئ، أدى إلى دفع كتلة هوائية دافئة وجافة نحو السواحل الروسية الشرقية، ما تسبب في هذه الموجة الحارة غير المألوفة في مدينة تشتهر عادةً بطقسها المعتدل أو البارد حتى في أشهر الصيف.

ظواهر نادرة الحدوث

وأوضحت الهيئة أن هذا النوع من الظواهر الجوية "نادر الحدوث في هذه المنطقة خلال شهر يونيو"، مشيرة إلى أن استمرار تدفق الهواء الدافئ والجاف قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، مع احتمال تأثر المدن الساحلية المجاورة.

وتأتي هذه الظاهرة في سياق موجات حر متكررة تضرب مناطق شاسعة من نصف الكرة الشمالي، وسط تحذيرات منظمات المناخ الدولية من أن الاحتباس الحراري يسهم في تحطيم الأرقام القياسية للحرارة على مستوى العالم.

وكانت منظمة الأرصاد العالمية قد حذّرت في وقت سابق من هذا الشهر من أن عام 2025 قد يكون الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عالميًا، خاصة مع استمرار تأثيرات ظاهرة "النينيو" المناخية التي تعزز الأنماط الجوية المتطرفة.

مدينة احترقت بالشمس

تُعرف فلاديفوستوك، المدينة الساحلية المطلة على بحر اليابان، بطقسها البحري الرطب والمعتدل، وتُعدّ مركزًا استراتيجيًا واقتصاديًا في الشرق الأقصى الروسي. 

ونادرًا ما تتجاوز درجات الحرارة فيها 30 درجة مئوية، حتى في شهري يوليو وأغسطس، مما يجعل حرارة 31.4 درجة حدثًا نادرًا ومثيرًا للقلق، ولا سيما في منتصف يونيو.

ودعت السلطات المحلية المواطنين إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، والإكثار من شرب المياه، خصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال وكبار السن، كما تم التحذير من خطر اندلاع حرائق غابات محتملة في المناطق المجاورة.