الجيش الإسرائيلي يوجه إنذاراً بإخلاء شمال غزة تمهيداً لتصعيد عسكري
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذاراً بإخلاء شمال غزة تمهيداً لتصعيد عسكري
وجّه الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، إنذارًا عاجلًا إلى سكان شمال قطاع غزة، داعيًا إياهم إلى إخلاء منازلهم "فورًا" والتوجه نحو منطقة المواصي جنوب القطاع، في تحذير مباشر من تصعيد عسكري وشيك في مناطق تشمل مدينة غزة وجباليا والمناطق المحيطة بها.
وأعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر بيان نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن "القوات الإسرائيلية تعمل بقوة شديدة جدًا في المناطق المحددة، وستتسع هذه العمليات في الساعات المقبلة"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأرفق البيان بخارطة توضح المناطق التي يشملها الإنذار، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستُركّز على ما وصفه بـ"تدمير قدرات المنظمات الإرهابية".
تصعيد في ظل كارثة إنسانية
يأتي هذا التصعيد بعد أكثر من 20 شهرًا على اندلاع الحرب في غزة، التي أعقبت هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل 1219 شخصًا في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس.
وتواصلت منذ ذلك الحين حرب مدمّرة شنّتها إسرائيل ضد قطاع غزة، خلّفت دمارًا واسعًا في البنى التحتية وموجات متكررة من النزوح، حيث يفتقر أكثر من 2.4 مليون فلسطيني إلى أدنى مقومات الحياة وسط ظروف إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بـ"الكارثية".
ووفق وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حركة حماس، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين حتى اليوم 56412 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، في حين تشير الأرقام إلى إصابة أكثر من 80 ألفًا آخرين.
رهائن ومأزق سياسي
وفي تطور متصل، لا تزال أزمة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة تلقي بظلالها على المشهد السياسي والعسكري، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 251 رهينة اختُطفوا في هجوم أكتوبر، لا يزال 57 منهم داخل غزة، بينهم 34 تؤكد إسرائيل أنهم قُتلوا خلال القتال أو نتيجة ظروف الاحتجاز.
ورغم عدة جولات من تبادل الأسرى بوساطة دولية، لم يُحرز أي اتفاق نهائي ينهي أزمة الرهائن، ما يزيد من الضغط الداخلي على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه انتقادات واسعة بسبب استراتيجيتها في إدارة الحرب.
وتواصل وكالات الأمم المتحدة التحذير من كارثة غذائية متفاقمة في غزة، إذ يعاني القطاع من أزمة مجاعة شبه شاملة نتيجة الحصار المتواصل ومنع دخول المساعدات الحيوية، ودمار شبكات المياه والكهرباء والمرافق الصحية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال قبل أيام إن "البحث عن الطعام في غزة بات بمنزلة حكم بالإعدام"، في إشارة إلى القصف الذي يطول المدنيين خلال محاولاتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء.
إخلاء قسري للمدنيين
تثير الدعوات المتكررة من الجيش الإسرائيلي لإخلاء مناطق شمال غزة مخاوف حقوقيين ومنظمات دولية، التي اعتبرت هذه الإجراءات شكلًا من التهجير القسري للفلسطينيين، خاصة مع انعدام الأمن في مناطق النزوح، مثل رفح والمواصي، التي تتعرض بدورها لهجمات إسرائيلية متقطعة.
ويقول مراقبون إن التحذير الجديد قد يكون تمهيدًا لهجوم بري محتمل على جباليا وشرق مدينة غزة، وهي مناطق شهدت سابقًا معارك عنيفة في الأشهر الأولى من الحرب، وأعيدت إليها العمليات العسكرية بعد إعلان إسرائيل عن "إعادة التموضع" في الربيع الماضي.
وفي ظل هذه التطورات، تزداد مؤشرات الجمود السياسي على المستوى الدولي، رغم تحركات أميركية ومصرية وقطرية متواصلة في الكواليس لمحاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، يشمل الإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات وعودة النازحين.