تصعيد إسرائيلي شمال غزة ومطالبات أممية بوقف إطلاق النار
تصعيد إسرائيلي شمال غزة ومطالبات أممية بوقف إطلاق النار
واصل الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، تصعيده العسكري شمال قطاع غزة، مركّزًا هجماته على مناطق جباليا وحيّ التفاح ومدينة غزة، في عمليات جوية ومدفعية أودت بحياة 6 فلسطينيين على الأقل، بينهم 3 أطفال، وأسفرت عن عشرات الإصابات ودمار واسع في البنية السكنية.
وأفاد مراسلون ميدانيون من القطاع أن القصف المدفعي طال أحياءً سكنية في جباليا البلد و"النزلة"، بينما أطلقت طائرات استطلاع وطائرات "كواد كابتر" قنابل متفجرة على مناطق مأهولة بالسكان، خاصة في شارع البنا ومفترق الحلبي، ما تسبب في إصابات عدة بين المدنيين، وفق "روسيا اليوم".
وذكرت المصادر الميدانية أن مبنى لجنة الزكاة في جباليا، المقابل لمدرسة "أربكان"، تعرّض لقصف مباشر من الطيران الإسرائيلي، إلى جانب عدد من منازل المواطنين في حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث تم قصف محيط مسجد الجولاني بالقذائف، ما أدى إلى سقوط إصابات متعددة.
وسُجّل قصف مدفعي متكرر خلال الليل على مناطق الزيتون الشرقي، التركمان، الدرج، الصبرة ومعسكر جباليا، في ظل تحليق كثيف للطيران الحربي والاستطلاعي، ما زاد من حالة الذعر بين السكان.
وأكدت المصادر أنه تم انتشال جثمان امرأة من كراج رفح جنوب مدينة خان يونس، في حين سُجّل في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، سقوط شهيد من بين المنتظرين لتسلّم المساعدات الغذائية، في مشهد بات متكرراً خلال الأسابيع الماضية.
إنذارات إخلاء جديدة
وفي إطار التصعيد العسكري، أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، إنذارات عاجلة إلى السكان في مدينة غزة ومناطق واسعة من شمال القطاع، طالبهم فيها بالتوجه الفوري إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، التي يُنظر إليها كمكان "آمن نسبيًا".
وشملت الإنذارات عشرات الأحياء المكتظة، منها: الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، النزلة، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام، وتل الزعتر.
وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن العمليات ستتواصل بقوة في هذه المناطق لـ"تدمير قدرات المنظمات الإرهابية"، محذرًا من "تصاعد وشدة العمليات العسكرية" خلال الساعات القادمة.
نظام التوزيع الجديد "ساحة قتل"
في المقابل، أدانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشدة الآلية الإسرائيلية-الأمريكية الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، ووصفتها بـ"الساحة للقتل".
وقالت الأونروا، في بيان صدر اليوم، إن "التقارير الميدانية تؤكد سقوط أكثر من 400 جائع برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء تشغيل هذه الآلية قبل شهر فقط، وهو ما يعكس خطورة الوضع وضرورة تغييره فورًا".
وأكدت الوكالة الأممية أن السبيل الوحيد لوقف هذه المجازر هو "العودة الفورية إلى نظام توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة، ووقف إطلاق النار الكامل، ورفع الحصار المفروض على القطاع للسماح بعودة تدفق المساعدات المنقذة للحياة بانتظام".
حصيلة الحرب
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، خلّفت العمليات العسكرية ما يزيد على 56,400 شهيد، غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في غزة، وسط تدمير هائل للبنية التحتية، ونزوح أكثر من مليوني شخص، في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تشبه المجاعة".
ويقول مراقبون إن الحرب باتت تراوح مكانها، في ظل فشل التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار رغم الوساطات المتكررة، وازدياد الضغط الشعبي والدولي لوقف العمليات وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
وفي ظل استمرار هذا التصعيد، يبقى مصير المدنيين في غزة معلقًا بين النيران والقصف والجوع، وسط تراجع فاعلية المجتمع الدولي وعجز الأمم المتحدة عن فرض هدنة حقيقية تضمن حماية المدنيين وكرامتهم.