الأمم المتحدة: أكثر من 16 مليون سوري في خطر تحت "ظروف كارثية"

الأمم المتحدة: أكثر من 16 مليون سوري في خطر تحت "ظروف كارثية"
سوريا - أرشيف

أطلق مكتب الأمم المتحدة في سوريا نداءً إنسانياً عاجلاً، محذرًا من أن أكثر من 16 مليون سوري يواجهون أوضاعًا "كارثية"، في ظل تدهور غير مسبوق في مختلف القطاعات الأساسية من الغذاء والرعاية الصحية إلى خدمات الإيواء والبنية التحتية، بعد مرور أكثر من عقد على النزاع المستمر في البلاد.

وجاء النداء الأممي في بيان رسمي، اليوم الخميس، عقب زيارة ميدانية واسعة أجراها وفد رفيع من الأمم المتحدة إلى مناطق في محافظتي إدلب وحلب، التقى خلالها بمسؤولين محليين، وعائلات نازحة، وعائدين من الداخل والخارج، حيث اطّلع على الظروف الإنسانية المتردية في المخيمات والمناطق المدمرة.

وبحسب البيان، فقد كشف الوفد عن معاناة يومية شديدة يعيشها ملايين السوريين، في ظل تدهور فرص العمل، ونقص الإمدادات الطبية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب أزمات المياه والتعليم، ما يُنذر بـ"كارثة إنسانية وشيكة" إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل فوري.

التمويل يتراجع والاحتياجات تتضاعف

وحذر البيان من انخفاض حاد في التمويل الدولي المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا لعام 2025، مما أدى إلى تقليص حجم العمليات الإغاثية، واضطرار بعض الوكالات الأممية إلى إيقاف برامج حيوية في مجالات التغذية والصحة والتعليم.

وأكدت الأمم المتحدة أن الوضع الحالي لا يمكن احتواؤه عبر تدخلات طارئة فقط، بل يتطلب تحوّلًا في الدعم الدولي نحو تمويل برامج مستدامة، تشمل إعادة تأهيل المرافق العامة، وتوفير خدمات الصحة والتعليم، وضمان المأوى الكريم للنازحين.

وقال آدم عبد المولى، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، في ختام الزيارة: "ما رأيناه في الميدان يُعبّر عن واقع مأساوي بكل المقاييس، العائلات تنام دون طعام كافٍ، والمستشفيات تفتقر إلى الأدوية، والمدارس تحوّلت إلى ملاجئ. ومع ذلك، لا يزال هناك أمل بفضل صمود هذا الشعب."

ودعا عبد المولى إلى "تحرك دولي عاجل قبل أن نواجه عواقب لا يمكن تداركها"، مؤكدًا أن "الوقت لا يعمل لمصلحة السوريين إن استمر العالم في الصمت".

عودة كريمة لا مجرد بقاء

شدد البيان الختامي على التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم عملية التعافي في سوريا، والعمل مع جميع الشركاء الدوليين والمحليين من أجل ضمان العودة الطوعية والآمنة والكريمة للنازحين واللاجئين، مع توفير الظروف الملائمة لإعادة بناء مجتمعات مستقرة.

وطالبت المنظمة الدولية الدول المانحة بتسريع الوفاء بتعهداتها المالية، وإزالة العوائق التي تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية، محذّرة من أن انهيار الاستجابة الإنسانية سيُهدد حياة الملايين، خاصة في الشمال السوري والمناطق الحدودية.

وختم البيان بالقول إن الاستجابة الحالية لا ترقى إلى حجم الأزمة، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيقود البلاد إلى "نقطة اللاعودة الإنسانية"، حيث تغدو عمليات الإغاثة عاجزة عن احتواء آثار الأزمة، ما يستدعي تحركًا دوليًا شاملًا وسريعًا قبل فوات الأوان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية